انتهت الممثلة السورية سلافة معمار من تصوير مسلسل رمضاني جديد هو مزيج لبناني سوري بعنوان “بنت الشهبندر”، يتحدث عن الحقبة الممتدة ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين، ويركز المسلسل على ولايتي طرابلس والشام وكيف كانتا آنذاك. وقد كان لـ”العربية.نت” حديث مع معمار تطرقت فيه إلى جديدها في هذا المجال.
وقالت معمار إنها وافقت على المشاركة في هذا المسلسل لأنها أُعجبت بالنص والفكرة على حد سواء، والأهم أنه يتضمن قصة حب مثيرة، تشاركها في العمل نخبة من الممثلين من سوريا ولبنان، نذكر منهم قصي الخولي، أحمد الزين، طوني عيسى، وسارة أبي كنعان.
وقالت معمار إنها لا تعلم إذا كانت الأعلى أجرا مقارنة بالممثلات الأخريات، لكنها تعترف بأن أجرها مرتفع فعلاً، أما إذا كانت أكثر جرأة فهي لا تجد مشكلة في ذلك، لأنها تعتبر أن جرأة الفكر عادية ولا حدود لها، أما جرأة الإغراء وتعري الجسد فهي لا تعنيها ولا ترى الفن بهذه الطريقة.
وتعترف أنها كانت جريئة في فكرة مسلسلي “تخت شرقي” و”قلم حمرا”، لكن هذه الجرأة “فكرية”، وهي تؤيدها ولا حدود لها عندها. سلطت الضوء على أمور متعارف عليها في علاقات المرأة مع الرجل وعلى حياتها، فكان من الطبيعي أن تسمي الأشياء بمسمياتها.
وعن المقارنات مع الممثلات من بنات جيلها قالت إنها تحرص أن تأخذ مكاناً خاصاً لها في التمثيل لا يستطيع أن ينافسها عليه أحد، وهذا الأمر، برأيها، حق مشروع للجميع، ومن حق الجمهور حينها أن يقارن خصوصا إذا كانت المقارنة صحيحة ومنطقية، أما غير ذلك فسيكون مقارنة “غبية وعشوائية”.
وعن تجربتها في الدراما المصرية، وتحديدا في مسلسل “الحاج عبدالقادر” إلى جانب الممثل المصري يحيى الفخراني، اعتبرتها ناجحة وحققت أصداء جيدة، لكن حاليا لا يوجد تعاون مصري – سوري، وهي لم تختر أي عمل مصري جديد، ولم تأخذ قراراً بعد، لأنها لم تجد سيناريو يناسبها حتى الآن.
.واعتبرت معمار أن من يقول إنها لم تنجح دراميا في مصر ممكن أن يكون كلامه صحيحاً، لأن الإنسان عموماً يقيس النجاح بمقياسه وحسب تفكيره، لكن الأصداء، حسب علمها، تشير إلى نجاح تجربتها بشكل جيد جدا على المستوى النقدي والصحافي، فالعمل كان “نخبوياً” في الطرح.وأكدت أنها ستعيد التجربة المصرية في حال وجدت نص مسلسل يناسبها ويضيف لها في المستقبل.
وتتابع سلافة معظم الأعمال الرمضانية، وتجد الدراما اللبنانية في حالة نهضة، وتعيش انطلاقة جيدة على مستوى الصناعة، خصوصا أنها باتت دراما متنوعة ومختلفة ومتجددة.
وأشارت إلى صداقة تربطها بالممثلة ورد الخال، هي لم تحتك كثيرا بالوسط الفني اللبناني ليتسنى لها تكوين صداقات، لكنها حافظت على علاقات جيدة مع ممثلين شاركوها مسلسل “بنت الشهبندر”، مثل فادي إبراهيم، سارة أبي كنعان وجيسي طراد، والعلاقة لطيفة فيما بينهم، على حد تعبيرها.
وأكدت سلافة أن كل سوري يتأثر بالحرب في سوريا بطريقة ما، ومن أبدى رأيه السياسي بالوضع السوري تجده قد تأثر بطريقة ما، وكل شخص تأثر بشكل مختلف عن الآخر، وهناك أيضا من لم يتدخل في الرأي السياسي لكنه مع ذلك تأثر بالوضع السيئ الذي تعيشه سوريا، “ونحن كممثلين لم نعد نستطيع اختيار المواضيع التي نتميز بها وهذه ضريبة ندفعها”.
سلافة تعتبر أن الممثل أو المواطن السوري عموما مهمته الإنسانية أهم من الرأي السياسي، وقالت “أنا لا أحب السياسة، وما يهمني كبنت سورية أن ينعم بلدي بالأمن والرخاء والاستقرار، لكن للأسف السوريون يدفعون الثمن اليوم جميعا بكل أطيافهم وفئاتهم.
في موضوع آخر، اعتبرت أن كل حالة طلاق لها خصوصيتها، وهناك من يطلق ويرتبط بسرعة، بالنسبة لطلاقها أكدت أن الضريبة التي دفعتها ربما تكون في أن المسؤولية عليها باتت أكبر، فوضع “الأم العزباء” ليس بالأمر السهل في مجتمعاتنا العربية الذكورية (هي كانت متزوجة من سيف الدين السباعي ولهما بنت ولكنها تطلقت منه)، وقالت إنه في النهاية لكل شيء في هذه الحياة ضريبة.
واعتبرت أنه كي ينجح أي ممثل عليه أن يقدم عملا دراميا يمس اهتمامات الناس ويترك أثره في الذاكرة، فالتجارب الفنية التي تبقى في الوجدان ضرورية، وهي التي نجد فيها تقاطعاً مع الناس، والتي يحب أن تُجسّد بصدق دائما.
وقالت معمار أيضاً إنها مع الدراما التي تنقل الصورة الاجتماعية للحرب السورية، أما تلك الأعمال التي تتحدث فقط عن الحرب السورية فتعتبرها تضييعاً للوقت، لأن الوسائل الإعلامية كافة “عم تكفي وتوفي ما شاءالله”، على حد تعبير سلافة.
وعن مسلسل “حلاوة الروح” الذي قام بتمثيله مكسيم خليل في رمضان الفائت اعتبرت أن فيه جهداً كبيرا،ً وشوقي الماجري أعماله معروفة، لكنها أضافت: “أنا كممثلة أرى أنه يجب البحث في انعكاس الحرب السورية على الحياة الاجتماعية عند السوريين أفضل من التركيز على أي أمر آخر، فهذا أهم، وهو أمر ممتع للمشاهد”.