بينت الممثلة السورية سلافة معمار في لقائها عبر “المدينة اف ام” مع الإعلامي باسل محرز أن سقف الحرية في الدراما السورية قد انخفض خلال الأزمة التي تمر بها سورية معتبرةً أن الدراما السورية تعاني اليوم من التشتت و الضياع وفقدان الهوية وأن التخلص من هذه الحالة مسؤولية جماعية عبر الابتعاد عن الحروب الفنية والقيام بمبادرات بناءة ، فكما أثرت الحرب على جميع جوانب الحياة أثرت على الدراما التي أصبحت حالة مهنية بالنسبة للفنان ولم يعد يشعر بالمتعة أثناء تأدية أدواره.
وعن مسلسل ” قلم حمرة ” قالت سلافة إن البطل الأساسي في العمل هو النص واصفة إياه بأنه من أذكى النصوص لاحتوائه على السرد و التأمل و فلسفة الحياة و المشاعر , معتبرةً أن البطلة في العمل هي الكاتبة يم مشهدي التي كتبت شخصية “ورد”، وفيما لو لم تكن بطلة العمل من كانت ترشح لأداء الدور قالت سلافة إن أي ممثلة جيدة تستطيع تقديم الشخصية لأن “ورد” تمثل كل امرأة في لحظة من حياتها.
سلافة أسفت لأن ” قلم حمرة ” لم يعرض في رمضان الماضي بالشكل اللازم ولكنه نجح رغم كل الحروب التي أحيكت ضده , أما في ما قيل عن جرأته قالت إنها جرأة إنسانية حياتية، كما اعتبرت أن النصوص المعنية بالإنسان وهمومه لاتجد تمويلاً وسوقاً لأنها ليست تجارية ويعتبرها البعض نخبوية وأن الدراما السورية خاضعة اليوم لشروط العرض في السوق فالمحطات هي التي أصبحت تقرر ماذا سيتابع المشاهد بسبب عدم وجود محطات سورية كافية لعرض الدراما المنتجة محلياً لكي تستطيع أن تستقل بمواضيعها عن شروط السوق .
وقالت سلافة في برنامج المختار إن الأعمال العربية المشتركة هي خيار أو حل مرحلي نشأ نتيجة الظروف والتخبط الدرامي ولن تدوم ، مبينة أنها تعود على جميع الأطراف بالفائدة فقد استفاد منها الفنانون المصريون الجدد الذين حققوا انتشاراً عربياً بفترة قصيرة ، كما استطاعت الدراما اللبنانية من خلال هذه الأعمال أن تحقق انتشاراً وتوسعاً عربياً ، أما بالنسبة للفنانين السوريين فقد ساعدتهم على البقاء والاستمرارية.
وعند سؤالها عما إذا كانت تقبل بتجسيد دور بطولة ثانية أو ثالثة إلى جانب إحدى الفنانات اللبنانيات أجابت أن هذا الشيء لم و لن يحدث ، مبينة أنها قد تقبل المشاركة في أي بطولة مشتركة مع أي فنانة تجيد التمثيل.
وعن الدراما المصرية بينت سلافة أن بالرغم من الظروف السياسية التي تمر بها مصر هناك محطات مصرية خاصة تنتج أعمال درامية و الدراما المصرية هي الأولى الآن وحققت تقدماً كبيراً خلال السنوات الأربعة الماضية.
أما عن مشاركتها في مسلسل ” سنعود بعد قليل ” قالت سلافة إنها قدمت هذا الدور وهي بحالة من الحنين للوطن ولحالة النص الجميلة التي كانت أحد أسباب قبولها العمل رغم يقينها أن الدور لن يقدم لها شيئاً.
سلافة قالت إن الجائزة التي استلمتها عن دورها في “زمن العار” في مهرجان ” أدونيا ” كانت من أعز الجوائز على قلبها مضيفة أنها لن تنسى حالة الصمت التي سادت الصالة أثناء مشاهدة الحضور لمشاهد من المسلسل ، ما اعتبرته إجماعاً على أن العمل ممتاز وهذا بالنسبة لها أهم جائزة.
كما تساءلت : ” كم من المنتجين اليوم هم من أصحاب الفكر والمشاريع الفنية الحقيقة ” ؟؟ وردّت سلافة مع باسل محرز على اتهامات المنتج إياد نجار بأنها لم تجد التمثيل في مسلسل ” سنعود بعد قليل ” بالقول إنه ليس من حقه وضع اسمها كما ظهر في الشارة رغم عدم اهتمامها عموماً بهذا التفصيل إلا في أماكن قد تشعر فيها بأن هناك شيء مقصود وغير مبرر معتبرة أن منتج العمل إياد نجار يجيد استثمار الأموال فنيا ً وهو مجتهد ويلاحق عمله بشكل جيد ولكنه لم يتعامل معها بمهنية وحرفية .
أما عن غيابها عن الدراما السورية في السنوات الماضية كشفت سلافة أنه لم يعرض عليها العمل المناسب و ما قدم لها لم يكن على السوية الفنية المطلوبة، وعن رفضها المشاركة في مسلسل “سرايا عابدين” بينت أنها لم تحبّ الدور كثيراً ولم تشعر بأنه سيقدم لها شيئاً رغم ضخامة العمل.
وانتقدت سلافة خلال اللقاء بعض الناس الذين يقومون بمهاجمة من يختلفون معهم بالرأي من دون أي اعتبار لمكانتهم أو رمزيتهم معتبرة أن من زال يتعامل بمبدأ التخوين بعد كل ما حصل هو شخص محدود.
سلافة قالت إن الحرب في سورية :” كسرت شيئاً داخل السوريين و الشيء الوحيد الذي يجعلنا متفائلين هو أن نعمل على أنفسنا و أن نرمم مشاعرنا و أن نصلح أفكارنا كي نستطيع ترميم المكان الذي نعيش فيه , كلنا سوريون وسورية ستجمعنا وكرمى لها يجب أن نمد أيدينا لبعض “.
كما أشارت أن الحرب غيرت أشياء كثيرة في دمشق ولكنها لاتزال جميلة بكل مافيها ولا تزال تنبض بالحياة وأن التصوير فيها متعة كبيرة لا تجاوزها متعة أخرى.
هذا وكشفت سلافة أنها ليست في حالة حب الآن ولم تحبّ بشكل حقيقي بعد طلاقها من المخرج “سيف سبيعي” معتبرة أن شكل علاقتها فيه مختلفة ومشاعرها تجاهه مختلفة ولايمكن قياسه بأي علاقة أخرى.
معمار في ختام اللقاء أعلنت عبر إذاعة المدينة أنها ستظهر خلال شهر رمضان الكريم عبر مسلسلين الأول “بنت الشهبندر” مع المخرج سيف الدين سبيعي والثاني هو “العراب” مع المخرج المثنى الصبح.