(CNN)– أنجز المخرج السوري سيف الدين سبيعي تصوير ثالث أجزاء “الولادة من الخاصرة” في بيروت، بعيداً عن أعين الرقابة السورية، وذلك بعد انسحاب رشا شربتجي مخرجة الجزئين الأول والثاني من العمل، واعتقال كاتبه سامر رضوان على الحدود السورية- اللبنانية مؤخراً، لأسباب لم يتم إعلانها رسمياً، وتم إطلاق سراحه بعد عشر أيام.
واعتبر سامر رضوان أن: “الرقابة السورية مارست نوعاً من الاحتيال القانوني باقتراحها تأجيل العمل، لأننا لم نطالبها بتحديد موعد التصوير، لكن هذا الاقتراح أتى تهرباً من كلمة منع”، على حد قوله.
وأضاف: “كان هناك كلام عن عدم إعطائنا الموافقة قبل تقديم النص للرقابة بفترة، أي أن إمكانية تصوير العمل بسوريا لم تكن واردة في قاموسهم، ولكن لا يريد أحد قول ذلك علانية.”
وفي ملخص المسلسل يقول رضوان: “الولادة من الخاصرة ” في جزئه الثالث والأخير، والذي يحمل عنوان ” منبر الموتى” هو عبارة عن شهادة ذاتية، يقدمّها عن دراما الحياة السورية خلال العامين الأخيرين.
ويشكل هذا العمل من وجهة نظره استمراراً لمبادئ الجزئين الأول والثاني، عبر تناوله للكثير من القضايا اليومية، والأساسية في حياة السوريين، والتي تم بناء المسلسل عليها، مع اختلاف في “طبيعة، ونوعية الحدث الدرامي، والشخصيات، والحكايا.”
وأشار إلى أن عنوان الجزء الأخير من ثلاثيته “يمثل الحالة الراهنة بدلالتها مجتمعة.”
وبعد تصوير حوالي الخمسة والعشرين بالمائة من مشاهد العمل، انسحبت المخرجة رشا شربتجي منه، وأعلنت وقتها في بيان صادر عنها، أن الانسحاب كان لخلافات مع الشركة المنتجة، ولاعلاقة لذلك بالنص، كما روّج في تلك الفترة، لكن اعتقال الكاتب أعاد إلى الواجهة مسألة الربط بين انسحابها من المشروع، ومحتوى نص سامر رضوان، الأمر الذي نفته شربتجي مجدداً لـ CNN بالعربية.
وشددت شربتجي على أن اعتذارها كان “بسبب الشح الإنتاجي، وتدخل المنتج بأمور فنيه، وإصراره على فتح كاميرا ثانيه لتصوير ٢٠٠ مشهد، ليوفر بذلك عدد أيام التصوير بلبنان، وهذا مارفضته لأن كل مشهد من تلك المشاهد أساسي بالنسبة لي، ولا أقبل أن يخرج عمل عليه توقيعي، وأنا ضمن هذا الضغط من الناحيتين النفسّية، والإنتاجية.”
المخرج سيف الدين سبيعي الذي تابع تصوير “منبر الموتى” بعد انسحاب رشا شربتجي، قلل في تصريحاتٍ لـ CNN بالعربية من تأثير التصوير في لبنان على مصداقية العمل، قائلاً: “الظرف تغير، وهي بالنهاية لعبة، من المفترض أن يتعوّد عليها الجمهور، بعد مرور الحلقات الأولى.”
ونفى سبيعي وجود صعوبات تعترض التصوير، أو وجود أي قلق شخصي بسبب تسلمه العمل من المخرجة شربتجي التي حققت عبره نجاحاً جماهيرياً في الجزئين السابقين، وقال: “ليس لدي مشكلة في المقارنة بين عملي وعمل رشا، وقد يكون الجزء الثالث أفضل أو أسوأ من الأول والثاني.”
وأوضح سبيعي بأن إدارته لدفّة الإخراج في هذا المسلسل كان على سبيل “إنقاذ الموقف للشركة المنتجة”، وربما لو عرض عليه منذ البداية لما قبل به، لأنه اعتاد على تقديم ما أسماه بـ”الأعمال الاجتماعية الهادئة.”
وربما وجد الفنّان السوري سامر اسماعيل، بطل مسلسل “عمر” بالموسم الفائت ضالته في هذا العمل، لتلبية طموحة بالبحث عن أدوار معاصرة، عبر شخصية “عزّام”، الذي يؤدي خدمته في الجيش بشكل طبيعي دون أن يكون له أي انتماء سياسي.
لكن موقفاً قاسياً يتعرض له على يد “المقدم رؤوف، الذي يقوم بالدور عابد فهد، سيغير من مجرى حياته في المسلسل، إلى درجةٍ لا يمكن له تخيلها يوماً.
وقال سامر لـ CNN بالعربية، بأن دوره في هذا المسلسل هو الأكثر قرباً إلى ما كان يبحث عنه من بين الأدوار التي عرضت عليه مؤخراً، واعتبر أنّه “يلامس ما يحدث في سوريا مؤخراً.”
وأكد سامر على كون النص يلتقط مجموعة حالات مما يحدث في البلاد، “ويشرح بشكل وسطي الأسباب والدوافع التي كانت وراء ما وصلنا إليه، وتصدى من خلاله الكاتب سامر رضوان لقضايا، لم يسبقه إليها كتاب آخرون.”
هذا ويستمر نجوم الجزئين الأول والثاني بتجسيد الأدوار الرئيسية في العمل بنسخته الثالثة والأخيرة، وهم: عابد فهد، باسم ياخور، قصي خولي، منى واصف، محمد حداقي، شكران مرتجى، وفاء موصللي، عبد الهادي الصباغ، فادي صبيح، وعبد الحكيم قطيفان.
في حين تختفي شخصيات ظهرت بالجزئين السابقين، “بعد فراغ جعبتها مما يمكن أن تقدمه للحكاية”، على حد قول الكاتب، ودخل على خط الأحداث التي تشتد سخونتها في الجزء الثالث مجموعة شخوص جديدة، يؤدي أدوارها، سمر سامي، أيمن رضا، سامر اسماعيل، تيسير إدريس، مي اسكاف، هبه نور، وكثر آخرين.