(CNN)– يتميز مسلسل “يامال الشام”، الذي يعرض على قناة “أبوظبي”، في الموسم الرمضاني الحالي، بطرح زمنين مختلفين، وقصتين متوازيتين، فيرصد الشخصيات في أواخر الأربعينات، ومن ثم بداية القرن الحالي عام 2001، ما يجعل المشاهد يدرك بسهولة الفارق الشاسع بين هاتين الفترتين الزمنيتين، سواء من ناحية فكرة التعايش مع الآخر، أو فكرة التصالح والتضحية لإيجاد حل طويل الأمد.
واعتمد العمل على مركزية القضية الفلسطينية في المجتمع السوري، ولعل أبرز فارق يمكن للمشاهد إدراكه هو الاختلاف الجذري في شخصية “وداد” الفتاة اليهودية السورية، التي تجسد دورها الفنانة السورية سولاف فواخرجي، وتقاسيم وجهها حيث تتحول بين الفترتين من امرأة بشوشة ومرحة، إلى امرأة تحمل هموماً كبيرة وذكريات أليمة.
وقد شكلت الحلقات الأولى من العمل مقدمة واضحة لشخصيات العمل وخلفياتهم وصفاتهم، إضافة إلى تدرج مدروس في شرح الظروف المحيطة بهم، وهي بداية أحداث نكبة فلسطيني عام 1948، والتغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع السوري والتعايش مع الجالية اليهودية المقيمة هناك منذ قرون.
وبدأ المسلسل في الحلقات الأخيرة، برصد حال المجتمع اليهودي السوري، وعدم الاستقرار التي عاشها خلال أزمة فلسطين، بين ما هو مؤيد للبقاء في الوطن الأم سوريا وهم الأغلبية، وبين متردد أو مقتنع بالهروب والإقامة في فلسطين المحتلة.
وقد استطاع المخرج عكس واقع هذا المجتمع بدقة من خلال التصوير في الأماكن الأثرية الملائمة، وبعض المتاجر والمهن التي اشتهر بها يهود سوريا في تلك الفترة.
ومن المتوقع أن تحمل الحلقات القادمة من المسلسل المزيد من التشويق، وخصوصاً مع تسارع الأحداث في “فلسطين”، وتأثيراتها على المجتمع اليهودي الدمشقي، وظهور شخصيات جديدة لها دورها المحوري في أحداث المسلسل.
يذكر أن الدراما السورية أبهرت متابعيها هذا العام بقدرتها الكبيرة على إنتاج أعمال تكون البطولة فيها لمجموعة من الممثلين، وفرضت نفسها بديلاً عن الأسلوب التقليدي، الذي يعتمد بطولة أحد كبار النجوم لمسلسل ما، وإمساكه بكافة خيوط الدراما، وارتباط كافة القصص والتطورات بشخصية هذا البطل.
بس بصراحه حلوه هواي
لابقلها لسولاف تمثل دور اليهود …مناسب لشخصيتها تمام !