أكثر من 75 عاما عاش فيها فنان يعطى الفن بإخلاص ليمن عليه الله بجمهور كبير يعوضه عن قرار عدم إنجابه، فاستطاع خلال مسيرته أن يلعب جميع الأدوار ويقف أمام جميع عظماء الفن، فلعب الكوميدي والتراجيدي وغيرها من الألوان.. بدايته كانت من العالمية عن طريق عدد من الأفلام في السينما الفرنسية، وبعدها جاء لمصر ولمع اسمه بين عالم النجوم من خلال عدد كبير من الأفلام حصد خلالها على عدة جوائز عالمية ومحلية، بالرغم من تقدم عمره ومرضه إلا أن روح الفن كانت تجرى بداخله، وتوفي الفنان جميل راتب عن عمر يناهز الـ92 عاما.
وأبرز ما قاله في حواره جاء فيه بإختصار:
ابتعدت عن الفن بسبب ظروفى الصحية التي أمر بها فأنا أجلس على كرسى متحرك ولا أستطيع الحركة، وذلك هو السبب الرئيسى في بعدى مؤخرا.
عشت طوال حياتى أمثل لعشقى للتمثيل وليس انتظارا للتكريم، ولكنى لا أراه تأخرا لأنى كرمت أكثر من مرة على مدى مشوارى، ولكن تكريمى الأخير الأول من نوعه لأنه يعتبر تكريما أفريقيا.
أنا ضد الرقابةعلى الأفلام، فالرقابة تقوم بهدم الإبداع، أما عن التصنيف العمرى للأفلام فتلك هي الحسنة الوحيدة لدى الرقابة،
أما عن المؤلفين والمخرجين لا بد من أن يفهموا أن كل شيء من الممكن أن يقدم بأكثر من طريقة فلا بد أن يأخذوا الشيء الجيد، ولكن في الفترة الأخيرة أرى أفلام المقاولات بدأت تندثر شيئا فشيئا، على عكس بعد الثورة مباشرة، فما قدم بعد الثروة أفلام “تافهة” بلا مضمون، فالممثلون والمخرجون والمؤلفون الذين عملوا في هذه الأفلام جميعهم “تافهين”، حتى الألفاظ التي كانت تستخدم بالفعل هي لغة شعب ولكن لا يمكن إبرازها.
يوسف شاهين لا بد من أن نفخر به في كل لحظة فهو مخرج عالمى، فنستطيع أن نقول إنه فاهم سينما، ولكن حينما تدخل في المواضيع “ضاعت منه المقادير”، فهو مخرج عظيم وعندما كتب له عظماء الكتاب كان مبدعا للغاية، ولكن عندما تدخل في الكتابة “ضيع إبداعه” لأنه فضل أن يصف عددا من الأشياء خلال أفلامه بلغة لم يفهمها أحد.
أما عن أحمد زكى فأتذكر أننى كنت سأمثل معه بفيلم “الكرنك” حين طلبنى يوسف شاهين للتمثيل وكان حينها أحمد زكى معى في نفس الفيلم، وبعد ذلك تم تغيير الأبطال وكنت أنا وأحمد زكى خارج الفيلم، وذلك أثر كثيرا جدا في نفسية أحمد زكى لدرجة أنه حاول الانتحار، ولكن بعد ذلك تفوق زكى على نفسه من خلال عدة أفلام قدمها.
في النهاية الموت هو مصير كل إنسان فأنا حققت كل آمالى وطموحاتى في الحياة، فأنا شبعت من الحياة ولا أنتظر منها شيئا آخر، ولكنى أنتظر الموت لكى أستريح.
المصدر: vetogate.com
المزيد عن هذا الموضوع على الروابط التالية:
filflan.com : تعرف على وصية جميل راتب قبل وفاته