فتحت الشرطة المغربية تحقيقاً قضائياً بعد تداول مقطع فيديو تم بثه مباشرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يظهر استخدام شرطي للقوة ضد أحد الفنانين الكوميديين.
وفي التفاصيل، نشر الكوميدي المغربي، أمين الراضي، نهاية الأسبوع المنقضي، بثاً حياً عبر صفحته على “فيسبوك” التي يتابعها أكثر من مليون شخص، يظهر فيه وهو يتعرض للضرب والاعتداء على يد شرطي في الشارع.
وظهر الراضي في بداية مقطع الفيديو، وهو يتهم شرطياً بإهانته وضربه، ليتفاجأ به يهجم عليه مرة أخرى ويقوم بتعنيفه وطرحه أرضاً، وهو لا يزال يخاطب متابعيه على المباشر.
وأثارت الحادثة، التي شوهدت أكثر من مليون ونصف مرة وأعيد نشرها أكثر من 20 ألف مرة، جدلاً واسعاً في مواقع التواصل، بين من استنكر سلوك الشرطي العنيف وندد بالتجاوزات المهنية التي ارتكبها، ومن انتقد إقدام الكوميدي الشاب على استفزاز رجل الأمن وتصويره دون إرادته أثناء مزاولته لعمله.
وقالت الناشطة، حنان باكور، في تدوينة علقت بها على الواقعة إن “مشاهد الفيديو التي نشرها الكوميدي مؤلمة للغاية، وهي تعكس مدى تجبّر أناس يفترض فيهم تطبيق وتكريس القانون”.
كما دعا مدون آخر إلى محاسبة الشرطي، معتبراً أن “عدم نيله العقوبة المناسبة، سيكون تشجيعاً لجهاز الأمن لاستعمال العنف اللفظي والجسدي ضد المواطنين”.
في المقابل، دافع الناشط يوسف خياطي في تغريدة عن الشرطي، قائلاً إن “التدخل الذي مارسه لم يكن إلا محاولة سلمية لنزع الهاتف النقال الذي كان الكوميدي يوثق به تصريحاته”، معتبراً أنه ليس من حق الأخير تصوير شخص دون إرادته، خاصة إذا تعلق الأمر بالشرطة، واصفاً ما قام به بـ”العمل الاستفزازي”.
وقد دفع هذا الجدل إدارة الأمن إلى التدخل وفتح تحقيق حول الحادثة، إذ أكدت الشرطة المغربية أن “المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، فتحت بحثاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة المختصة للتحقق من الاتهامات المنسوبة لشرطي يعمل بولاية أمن الدار البيضاء”.
وذكرت في بيان أن “المفتشية العامة للأمن الوطني باشرت بحثاً إدارياً موازياً لتحديد أي تجاوزات مهنية منسوبة لموظف الشرطة، وذلك في أفق ترتيب المسؤوليات والجزاءات التأديبية على ضوء ما ستسفر عنه الأبحاث المنجزة”.