الفنان محمود المليجي، أشهر من قام بأدوار الشر في السينما المصرية، فكان مرة زعيم العصابة، ومرة المعلم الشرير، والمهرب، تميز بشكل كبير في أدواره أمام عظماء السينما، استمر مشواره السينمائي ما يقرب من 56 عامًا، حيث ولد عام 1910، وتوفى في 6 يونيو 1983، عن عمر يناهز 72 عامًا، بدأ حياته الفنية عام 1927.
مشوار المليجي :
وبدأ شرير السينما المصرية، حياته مع التمثيل بأدوار صغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، ويتقاضى مرتب قدره 4 جنيهات، ولمع نجمه في السينما المصرية، فقام بتمثل 318 فيلما، حتى رحل السبعينات من عمره في في 6 يونيو 1983، على إثر أزمة قلبية حادة.
وقام المليجي بتمثيل 10 مسلسلات أشهره القط الأسود، الذي ذاع صيته في ذلك الوقت وتمتع باهتمام كبير من المصريين، وحتى انه المخر العالمي يوسف شاهين قال عنه : يمثل أدواره بتلقائية كبيرة حتى إنني أخاف من نظراته أمام الكاميرا.
وفاة محمود المليجي في مشهد سينمائي:
المليجي رحل في 6 يونيو عام 1983، وكان ذلك أثناء مشاركته في فيلم «أيوب»، مع الفنان عمر الشريف، وكان لذلك واقعة غريبة، حيث لفظ أنفاسه وهو يمثل مشهد موته.
وكشف المخرج هانى لاشين كواليس وفاة المليجى، فى حوارات سابقة قائلا: «قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وطلب قهوة، وكان المفترض طبقا للسيناريو أن يوجه المليجى حديثه لعمر الشريف ويقول: الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرق فى النوم».
الفنان عمر الشريف ظل ينظر إلى محمود المليجي منبهرًا، وقال له: «إيه يا محمود خلاص بقى اصحى»، ولكن المفاجأة أنه توفى بالفعل.
زيجات محمود المليجي:
في عام 1939 تزوج من الممثلة المصرية علوية جميل التي كانت إحدى عضوات فرقة رمسيس أيضًا، وإستمر زواجهما حتى وفاته، وإشتركا معاً في عدة أعمال منها أفلام سجين الليل، أولاد الفقرا، برلنتي، الملاك الأبيض.
ثم عاد مرة إخرى لتقديم الأدوار الصغيرة إلا أنه بالصبر والاجتهاد وحب الفن، استطاع أن ينتقل من دور لآخر، وأن ينجح في تقديم أدوار الشر التي برع فيها وبلغ شهرة واسعة جعلته من أهم النجوم في تاريخ السينما المصرية والعربية أيضا.
ولم يكن فقط يمثل أدوار الشر، فقد برع أيضاً في تقديم نوعية إخرى من الأدوار وهي الأدوار الإنسانية مثل أدواره في فيلمي حكاية حب ويوم من عمري مع عبد الحليم حافظ.
الناقد الفني طارق الشناوي أكد أن الفنان الراحل في نهاية السبعينات قد تزوج من الفنانة الكوميدية الراحلة سناء يونس سرًا، وأنها ظلت على ذمته حتى وفاته، ورفضت أن تعلن عن هذا الزواج احترامًا لمشاعر علوية جميل التي كان يعشقها المليجي ولا يستطيع أن يخبرها بهذا الأمر.
الشناوي قال عن هذا الحدث: «بعد رحيل المليجي أجريت معها حوارًا حكت فيه كل تفاصيل حياتها معه، ولكن قبل النشر اتصلت بي وطلبت مني ألا أكتب شيئا فلم ترض هي أيضا أن تغضب زوجته علوية جميل، ولكن قبل رحيل سناء يونس التقيت بها وذكرتها بالشرط فقالت لي «يا ريتك مسمعتش كلامي وكنت نشرته».