نسرين طافش تريد اختطاف ابنة مصطفى الاغا

صباح النور أخي الكريم

صباح الخير أحمد ….
إتفقنا أنا و أنت على سؤال أين العُقلاء في فلسطين و السعودية من نار الفتنة ؟؟ سأتكلم عن بلدي ، و سأتكلم فقط عن علاقة الشعبين ببعضهم (الحُكومات كلها مُتخاذلة و مُقصّرة في حق القُدس ) سمعت من الكثير من مُثقفي بلدي دعوات تهدئة و تذكير بالأخوة و العروبة و ردود في مُنتهى الرُقيّ تجاه الشعب السعودي و حتى بالرد على المُسيئين كانت هُناك أصوات تستثني الشعب السعودي و تخصّ المُسيء فقط و أصوات أُخرى تُعامِل بالمثل و تُعمّم و أحياناً ردودها أكثر من قاسية تُغذيها خيبة أمل في العروبة بشكل عام و حُزن تحوّل لغضب من قسوة الإتهامات و بالرغم من وجود أصحاب الأقلام الداعية للتهدئة إلا أنهم ما أن ينجحوا في مسعاهم حتى يقوم شخص صاحب أجندات خاصة يُصّر على تطاوله على فلسطين بتخريب تلك المساعي دون أن يردعهُ أحد هذا للأسف ما نراه و أنتم ترون من يرد و يُعمّم و يبدأ السجال العبثي من جديد …… نحنُ الفلسطينيون شعب تربى على الإيمان بالقومية والعروبة بالرغم أن هذه الشعارات لم تفدهُ في شيء و جعلت حالُه من سيّء لأسوأ و لكن مع هذا مازال الكثير منّا يُعطي الفُرص للشعوب العربية و ليس للحكومات رغم سياسة التجهيل و التغييب و التدجين المُمارسة ضد هذه الشعوب ما زلنا نرى أنهم يساندوننا و لو بأضعف الإيمان ، سأضرب لكَ مثال بمصر مع كُل ما حصل من تطاول الإعلام علينا و رفع الأحذية في وجوهنا و المعبر و الإتهامات بالخيانة كان الفلسطينيون و خُصوصاً الغزيين أول من فرح لتأهلهُم و أول من حزن على شُهدائهم لأننا لا نقتص من الشعوب …. لا أُصدّق أننا و في أحلك الظروف نُهاجّم و نخوّن و نُشتّم و نُعايّر مِمَن يُشاركنا الدين و الُلغة و القومية ، قُلْنَا مِراراً و تكراراً و الله ما بعناها و مع ذلك أي عربي يُرِيد شتمنا تكون هذه على رأس القائمة ، لماذا ؟ هل من باع طائعاً راغباً يُضحي بدمه و حُريته لإستعادة ما باعه ؟؟! ….. تقول أنكَ لم تسمع الأصوات الفلسطينية الداعية للتهدئة و بالرغم من وجودها أقول الجريح حتى لو صرخ ألماً فمعذور فجُرحُهُ هو مُحركُه و لكن العتب على من يُضيف لآهاتهِ آهات …… أما الكلام عن إيران فسأقول كما كُنت أقول عن حماس ، حين يتخلى عنكَ الجميع و تجد نفسَكَ تغرق فستمُد يدكَ لأي يد مُمتدة لنجدتك و أتمنى أن لا يصّل الفلسطينيون لتلك المرحلة و هذا شيء كان يجب أن يفكّر بهِ الحُكام العرب و هُم يخذلون فلسطين و قدسها ……. ما نحتاجُهُ اليوم هو إعلام نظيف و وطني و مُثقفين هزموا سلبيتهُم و مُستعدين أن يُخالفوا توجهات حكوماتهم عن طريق إظهار الحقائق و مُحاربة الآفات البشرية التي إنتشرت في شرقنا ( كلام للجميع و ليس السعودية فقط ) يجب أن يكون الصوت مسموع ، لماذا التكنلوجيا نعمة للجميع و علينا نقمة ؟! أصبحت التكنلوجيا التي جعلت العالم قرية صغيرة و قربت بين شعوب الأرض نار تحرق عروبتنا و هزيمة تُضاف لهزائمنا الكثيرة ، زادت كراهيتنا لبعضنا و أشعلت نار الفتن بيننا ……. ما أُريد قولُه إن خذلت فلسطين الحُكومات لا يجب أن تخذلها الشعوب ، مُصابُنا جلّل في وطننا و عروبتنا و لا نُريدُه أن يكون كذلك في أهلنا ، أنتَ تستطيع أن تُغيِّر و أنا أستطيع و لو بكلمة لنتصدى للتجهيل و لنوقف التغييب و لنضع النقاط على الحروف ، ليُفاخر بنا من نتمنى أن يسقينا من يديه الأُمم …… بالنسبة لقصة المُعلم الفلسطيني الذي هاجر و عاد ذكرتني بقصة لا أدري مدى صحتها قرأتُها سابقا لشخص سعودي إسمه الراجحي و الذي أعطاه مُعلمه الفلسطيني ريال ليشترك في الرحلة المدرسية فكافئه بعد سنين بأضعاف مُضاعفة ، الوفاء موجود و أتمنى أن لا تُشوَه هذه القصص الجميلة على يد الإمعات المُحَركين من جهات مشبوهة ….
آسفة إن كان في كلامي أي تطاول و لكني أستغل سعة صدرك و أعتبر النقاش معك مكسب بما تُضفيه على النقاش من علم دائماً يغلفُهُ أدب الحوار ، كُنتَ دائماً أول من يُعلّق على مواضيع فلسطين بالدُعاء تارةً و الدفاع تارةً أُخرى و سأبقى دائماً شاكرة لكَ هذا و سعيدة أن أمثالَكَ من الأحرار ما زالوا يرون فلسطين كقضية أُمَّة ، و سأبقى أحترم فيك دفاعكَ عن دينكَ و وطنك حتى لو إختلفت الرؤى ……
============
كُنتُ أريد إضافة هذه لأحمد دحبور لصفحة الشعر كما وعدت و لكن ضاعت مني الصفحة ( إن مررتَ بها ضع لي علامة تكُنّ كمرجعية للصفحة )

مَنْ ترى يجعل منكِ القدسَ غيري؟
أنتِ مهدي، صخرتي، ميلادُ إسرائي،
وإسفلتٌ سماويٌ لطيري
ولهذه أنتِ حكمٌ بالعذابْ
وأنا المحكوم بالعودةِ..

نهارَكْ سعيد و مُعطّر بشقائق نعمان فلسطينية جُمعت من عيبال و جرزيم ….
!!