مدرسة فنية مختلفة عن غيرها من نجمات جيلها، فكانت تتلون وترتدي وجوهاً فنية تُفاجئ الجميع، والكثير من أعمالها الفنية مُصنفة ضمن كلاسيكيات السينما وقائمة أفضل مائة فيلم بالسينما المصرية، لا تنسى ذكرياتها مع الممثل فؤاد المهندس وما زالت على تواصل مع نجله، ويبدو أن عشقها الكبير للفن والذي بدأ قبل عقود طويلة يجعلها لا تقبل أن يُقال عنها إنها إعتزلت، ورغم العروض المُتكررة التي تُقدم لها ترفض العودة وتفضّل العيش في هدوء حالياً..هي النجمة القديرة شويكار التي تتحدث لـ”الفن” عن ذكرياتها في الفن ورؤيتها لوضع الفن في الوقت الحالي وفي ما سبق، وما تعرضت له من وعكة صحية وكيف تقضي يومها مع عائلتها وأصدقائها والمنافسة مع نجمات جيلها وتفاصيل كثيرة خاصة في اللقاء التالي:
في البداية.. رغم أنكِ بعيدة عن التمثيل منذ سنوات إلا أنكِ ترفضين كلمة “إعتزال”، لهذا الحد لا تقبلينها؟
لا أقبل هذه الكلمة وأراها ثقيلة على أي فنان لأنني مقتنعة تماماً بأن الفنان لا يعتزل الفن إلا بوفاته، ولكنني أفضل أن يُقال أنني مُبتعدة عن الفن ولست معتزلة، ولكنني أتابع الحالة الفنية والأعمال التي يتم عرضها على الفضائيات سواء في الدراما أو السينما.
وماذا وراء هذا الإبتعاد الفني ليس فقط على صعيد التمثيل بل الأمر إمتد للظهور بشكل عام سواء في الصحافة أو الإعلام؟
لا أستطيع تحمل صعوبات العمل بمجال التمثيل في الوقت الحالي فضلاً عن رغبتي في أن أعيش أيامي الحالية في هدوء بعيداً عن أي صخب أو توتر، فإبتعادي طيلة السنوات الماضية كان تدريجياً ولم يكن بين اليوم والليلة، فالبداية كانت بتعرضي لكسر ألزمني البقاء في المنزل قرابة عامين ومن ثم الأحداث الصعبة التي مرت بها مصر من قبل جعلتني غير مهيأة نفسياً لأي عمل تمثيلي، ولذلك قررت الإبتعاد.
ألم تجذبك أية عروض فنية للعودة بعد قرابة ستة أعوام من الغياب عن الفن والتمثيل؟
مبدأ المشاركة في أية أعمال تمثيلية لم يكن موجوداً وشعرت براحة في الإبتعاد، ورغم الكثير من العروض التي قُدمت لي طيلة السنوات الماضية إلا أنني لم أعطِ لنفسي الفرصة للقراءة لأنني قد إتخذت قراراً بعدم المشاركة بأية أعمال، وبعيداً عن ذلك كانت هناك محطات فضائية ترغب في ظهوري على شاشتها ورفضت رغم ضخامة الأموال التي كانت معروضة علي.
هل كانت هذه البرامج ضمن النوعية التي تكشف أسرار وتفاصيل شخصية في حياة الفنانين، ولهذا رفضتيها؟
أرفض كشف أية تفاصيل تخص حياتي الخاصة مهما كانت الإغراءات المادية لأنني مقتنعة بأن حياتي الخاصة لا يحق أن تكون معروضة على الناس في العلن، فحياتي الشخصية ليست ملكي بمفردي بل أن هناك أشخاصاً آخرين في الدائرة نفسها، وأنا لا أحب هذه النوعية من البرامج التي تفتش في حياة وأسرار الفنانين مقابل المال.
تعرضتِ مؤخراً لوعكة صحية، كيف أصبحتِ اليوم؟
أشكر الله اليوم أنا أفضل ولم أكن أخشى المرض أو الموت لأنني متصالحة مع نفسي ومن حولي، ولكنني شعرت بأنني عزيزة على قلب من حولي من أهلي وأصدقائي، ولهذا كنت قوية في مواجهة وعكتي الصحية والتي بينت لي معادن بعض الاشخاص الحقيقين والمزيفين.
وكيف تقضين يومك في الدائرة الشخصية والأسرية لعلاقاتك؟
أقضي يومي بشكل طبيعي وأعيش مع أبنائي وأحفادي الذين يملأون علي حياتي، وأنا شخص إجتماعي للغاية أحب الناس وأصدقائي ودائماً ما نتقابل، والحياة تسير بشكل طبيعي وأنا سعيدة والسعادة التي أشعر بها في حياتي من الحب الذي يغمرني من أهلي وأصدقائي.
ما زلتِ تتذكرين الممثل الكبير الراحل فؤاد المهندس بأفضل الكلمات حتى أن علاقتك به كانت طيبة وما زالت مستمرة مع نجله “محمد”؟
لم أنس أية ذكريات بيني وبين الأستاذ فؤاد المهندس حتى أتذكرها، فكل أيامنا الحلوة التي عشناها وقضيناها سوياً ما زالت في خاطري وقلبي وأدعو له دائماً، ورحيله أشعرني بأنني وحيدة رغم أشخاص كثيرة يحبوني وأحبهم، ولكن حبه كبير في قلبي ولم ينتقص يوماً برحيله، وعلاقتي طيبة بالفعل بـ”محمد” وعلى تواصل معه بشكل مستمر.
في بداية مشوارك الفني لم تواجهي إعتراضات من الأهل على عكس كثيرين من نجمات جيلك.. فما السبب؟
أسرتي كانت منفتحة للغاية ومن المثقفين والمؤمنين بالدور الكبير للفن وأنه القوة الناعمة والمرآة التي تعكس حضارة وثقافة أي بلد في العالم، ودخولي الفن لم يكن مُخطط له بل كان الأمر من قبيل الصدفة، وأعتبر نفسي محظوظة في مشواري الفني لأنني لم أقابل معوقات أو إحباطات بل كنت سعيدة بعملي، وهناك من كانوا يشجعوني ويدفعوني نحو النجاح بشكل معنوي.
ومن كان يقف وراءك في بداية المشوار الفني الحافل بالإنجازات والأعمال الناجحة؟
هناك أشخاص كثيرون تأثرت بهم وكانوا وراء ظهري في الكثير من الأشياء سواء بنصائح أو مشورة أو تعاون فني في ما بينهم، فكنت أعتبرهم مرجعاً بالنسبة لي وعلى رأسهم الأستاذ فؤاد المهندس وكذلك الممثل عبدالمنعم مدبولي وأهلي والمقربين مني، وكنت أعيش وأعمل في جو صحي للغاية يُشجعني على العمل والإستمرارية والنجاح.
وكيف كانت المنافسة مع نجمات جيلك وقت التوهج الفني الذي عشتيه لسنوات طويلة؟
لم أدخل منافسة مع أية فنانة أخرى من نجمات جيلي وخاصة أن اللون الفني الذي كنت أُقدمه مختلف عن الأخريات وهن كذلك، وهذا هو السبب في عدم وجودي في منافسة مع أحد.
هل لديكِ هوايات حالياً تتخلل يومك؟
أعشق القراءة والموسيقى وأشاهد أفلاماً قديمة من التي كانت تعرض على شاشة التلفزيون وأتابع ما يدور على الساحة الفنية، وأتواصل مع أصدقائي سواء من الوسط أو خارجه.
وفي النهاية..كيف تنظرين إلى وضع الفن بالنسبة للمضمون اليوم مقارنة بالماضي؟
لا أعتقد أن المقارنة ستجوز في الأساس ما بين الفن اليوم وفي الماضي من حيث المضمون، فقديماً كان هناك فن حقيقي وراءه رسائل وهدف ومضمون وقصص قريبة من الجمهور، ولهذا ما زالت الأعمال القديمة تعيش إلى الآن، ولكن اليوم أصبح الفن تجارياً أكثر منه قيمة أو مضموناً فنياً، ولكن هناك محاولات مميزة لبعض المخرجين والممثلين الشباب من الموهوبين.