هو أشهر منولوجست وفنان كوميدي في عصره، جاء إلى القاهرة في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله لم يساعده على النجاح في الغناء، لكنه امتلك الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض.. هو الفنان إسماعيل ياسين أحد أهم أعمدة السينما المصرية في فترة الخمسينات.
منزل إسماعيل يس في حي الزمالك
بالقرب من ضفاف النيل و على بعد أمتار قليلة من مسرح الزمالك في شارع 26 يوليو بمحافظة القاهرة فيلا رقم 138، عاش النجم الراحل إسماعيل يس
فشهد هذا المنزل أسعد سنوات عمره، وأيضًا مر بظروف قاسية دفعته إلى تأجير مسكنه، ثم إضطر إلى إستئجار شقة صغيرة، حتى يستطيع الإنفاق على إبنه وزوجته، خاصة بعدما أفلس وضاقت به السبل في مطلع السبعينات .
وفي الصورة المتداولة للمنزل يوجد بوابة حديدية صغيرة خضراء اللون، وعلى جانبيها من الداخل بعض الأشجار الصغيرة التي التفت أوراقها على سور البوابة، و سلالم المنزل الرخامية بيضاء اللون،و هناك مصعد حديدي مساحته تكفي فردًا واحدًا، المبنى عبارة عن 4 طوابق النوافذ بأكملها مُغلقة، ومن الأشياء الجميلة التي قامت بها وزارة الثقافة المصرية هي وضع لافتات للمنازل بهذا الحي فكتب على المنزل “هنا عاش إسماعيل ياسين”.
نبذة عن إسماعيل يس
كانت رحلة إسماعيل ياسين مع الفن حافلة بالعطاء والمواقف الصعبة والتحديات الكبيرة والنجاحات والإخفاقات، حيث يقول المؤرخ حسين العشي في كتابه “رجال صنعوا السويس” إن إسماعيل ياسين ترك السويس وعمره 17 عاما ليبدأ رحلة حياة صعبة، حيث عمل في فرقة للرقص بشارع محمد علي ثم في كازينو بديعة مصابني، إحدى رائدات المسرح الاستعراضي، “.
وامتدت هذه الحياة الصعبة عشر سنوات كاملة قبل أن يجد أول فرصة للتمثيل السينمائي عام 1939 في فيلم فؤاد الجزايرلي “خلف الحبايب” ويصبح إسماعيل ياسين قنبلة سينمائية تفجر الضحك وتنشر البسمة لمدة 20 سنة متواصلة قدم خلالها 500 فيلم، وهو رقم لم يصل إليه أي ممثل في تاريخ السينما المصرية.
أسس ياسين فرقته المسرحية الخاصة به والتي حملت اسمه بالتعاون مع رفيق عمره أبو السعود الأبياري، وقدم في الفترة ما بين عامي 1954 و1966 نحو 60 عملاً مسرحيا.
إسماعيل ياسين يفقد نجوميته
في منتصف الستينيات لم يعد الجمهور متقبلا لكوميديا إسماعيل ياسين حيث بدأ تكرار نفس قفشاته، خاصة مع دخول نجوم جدد في الكوميديا مثل عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس إضافة إلى ثلاثي أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، فنتج عن ذلك انصراف المنتجين والمخرجين عنه، ما اضطره للسفر إلى لبنان للعمل هناك في بعض الأدوار القصيرة، وعاد منها ليشارك في أدوار صغيرة، آخرها مشهد صغير في فيلم مع الفنان نور الشريف، لكنه لم يكمله فقد اختطفه الموت قبل تصويره.
وعلى الرغم من المجد الذي عاشه الفنان الراحل في فترة الخمسينيات والنجاح الباهر الذي جعله نجم الشباك بلا منازع، إلا أنه عاش حياة بائسة في أواخر أيام حياته بعد انحسار الأضواء عنه وفقده كل موارد دخله لدرجة أنه كان لا يستطيع دفع إيجار الشقة التي انتقل إليها بعد بيع الضرائب لعمارته التي بناها من عرقه وجهده.
أزمات مادية وقرار بإيداعه في مصحة عقلية
كما تعرض إسماعيل ياسين للعديد من الأزمات المادية قبل أن يعلن إفلاسه ويذهب إلى لبنان وحيدا ليعمل هناك بالمونولوج، وعاد من جديد إلى مصر بعد أن أرهقه مرض “النقرس”، فضلاً عن ذلك تعرض لموقف صعب في أوائل الخمسينيات، بعد أن أصدر الملك فاروق قرارا بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية.
حيث كان الفنان إسماعيل ياسين يؤدي منولوجا أمام الملك فاروق، فقال أثناء العرض “مرة كان في واحد مجنون زي حضرتك”، فثار الملك ورد غاضبا “أنت بتقول إيه يا مجنون؟” فحاول إسماعيل أن يخرج من الموقف بالتظاهر بالإغماء وسقط مغشيا عليه بالفعل لينجو من غضب الملك.
فأرسل الملك فاروق طبيبه الخاص لفحص إسماعيل، وفهم الطبيب ما حدث، فكتب تقريرا للملك أكد فيه أن الفنان الكوميدي تعرض لحالة عصبية سيئة دفعته ليقول ذلك، وأن هذه الحالة جعلته يفقد وعيه مؤقتا، وأن تقرير الطبيب وإن كان يحاول إنقاذ اسماعيل إلا أنه تسبب في زجه في مستشفى الأمراض العقلية، حيث أمر الملك بعلاجه في المستشفى، ومكث فيه بالفعل لمدة 10 أيام.
اللحظات الأخيرة في حياة إسماعيل ياسين
وكشفت ميرفت إسماعيل، ابنة شقيقة زوجة الفنان إسماعيل ياسين عن اللحظات الأخيرة في حياته خلال تصريح سابق، مشيرة إلى أنه بعد وفاة صديقه المخرج فطين عبد الوهاب حزن بشدة وقرر السفر إلى الإسكندرية وهناك قضى 10 أيام، ثم عاد إلى منزله مرة أخرى.
وأضافت أنه عاد يوم وفاته، كما طلب منها ومن ابنه الوحيد ياسين، آيس كريم، وعندما عادا، ودخل هو للنوم، شعر بتوعك في تمام الساعة الثانية عشر منتصف الليل، وعانى حينها من ضيق شديد في التنفس، ثم طلب منهم أن يجلس على مقعد أمام المنزل، وبعد جلوسه بفترة شعر بتعب أشد حتى توفي.
وفاة إسماعيل ياسين
توفي الفنان الضاحك الباكي يوم 24 مايو عام 1972 عن عمر يناهز 60 عامًا، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، ورحل عن عالمنا أحد أفضل صُناع الكوميديا في مصر، أسعد الملايين ورسم على وجوههم البسمة إلا أنه رحل حزينًا.
الله يرحمه
زمان كانوا يتعبوا و يجتهدوا حتى يمثلوا
اليوم كله رخص و ابتذال و واسطات و علاقة
مع مخرج أو منتج اعوذ بالله
ولا أعمم على كل الي بالوسط الفني ولكن
الاغلبية بهالشكل ومخدرات و حشيشه و فسق