بطريقة شديدة الذكاء والشفافية، ومن خلال فيلمها الجديد “عن طريق البحر” تناقش النجمة الأميركية أنجلينا جولي مع زوجها براد بيت كيفية إنقاذ حياتهما الزوجية، عبر صياغة سينمائية تأسر المشاهد بعمق مضامينها.
الفيلم قصة وسيناريو وحوار وإنتاج وبطولة أنجلينا جولي ومعها زوجها براد بيت الذي يكون زوجها في الفيلم أيضاً، بدور الكاتب الأميركي رونالد بينما تقدم هي شخصية فانيسا راقصة الباليه السابقة.
ويصل الزوجان إلى فرنسا في منتصف السبعينيات لقضاء إجازة قد تكون هي الأخيرة من أجل إنقاذ حياتهما الزوجية التي أصابها الكثير من التصدع والبرود والعزلة.
خلال تلك الرحلة، يظهر الثنائي لأهل تلك المدينة الساحلية بأنهما نموذج حقيقي للحب والحياة الزوجية السعيدة. ولكن حقيقة الأمر هي عكس ذلك حيث يسيران إلى نهايتهما الحتمية حيث الانفصال.
وتسير الأحداث بهما إلى فضاءات وأحداث وشخصيات وحوارات تجعلهما يواجهان ظروفهما.
يذكر أن فيلم “عن طريق البحر” هو أول تعاون يجمع بين أنجلينا وبراد منذ لقائهما الأول في فيلم المغامرات “السيد والسيدة سميث”.
وشتان ما بين ذلك اللقاء الذي يتم تصنيفه في إطار أفلام المغامرات حيث الرصاص يلعلع طيلة أحداث الفيلم، بينما يتحول المشهد هنا إلى حوار فلسفي عميق ودعوة إلى نبش مخزون العواطف والأحاسيس والذكريات من أجل المحافظة على عش الزوجية الذي بات على حافة السقوط.
مع أنجلينا وبراد في الفيلم الذي صور بكامله في جزيرة مالطا عدد بارز من نجوم السينما الفرنسية، ومنهم ميلاني لورين والممثل الفرنسي القدير نيل ارتستروب الذي يدهشنا في تجسيد شخصية صاحب الحانة الذي سرعان ما يكتشف حقائق العلاقة بين الزوجين ليكون بمثابة دليلهما إلى المستقبل.
صاغ الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار الفرنسي ذو الأصول اللبنانية غابرييل يارد، والذي اشتغل على مجموعة من الثيمات أولها ما هو ذو بعد نفسي فلسفي وثانيها الحلول القادمة من نكهة البحر الأبيض المتوسط وثقافاته الموسيقية. وأدار التصوير كريستان بيرغر الذي يعرف عالمياً من خلال عدد من التحف السينمائية الفرنسية ومنها “عزفة البيانو” و”الخيط الأبيض” وجملة تلك الأعمال فازت بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي .