على عكس الانتخابات الرئاسية الماضية التي شهدت مشاركة اقتصرت على التصويت والدعم الفردي من قبل فناني مصر لمرشحي الرئاسة، ستشهد نظيرتها المقبلة مشاركة قوية من قبل الفنانين، كلّ تجاه مرشحه الذي يدعمه.
فهذه المرة لن يقبل الفنانون الالتزام بالتصويت فقط، بل إن دورهم سيتخطى ذلك إلى مرحلة الدعم والمشاركة في الحملات الانتخابية التي بدأت مبكراً، سواءً لصالح المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، أو حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، وكلاهما الأبرز في السباق.
فظهرت التوكيلات التي يقوم الفنانون بتحريرها للمرشحين، أو حتى دعوتهم المواطنين لتحرير تلك التوكيلات، كما بدأ البعض في إعداد الأفلام التسجيلية عن المرشحين أو تسجيل الأغنيات من أجل دعمهما.
وجهة نظر تساعد محبيهم
وفي تصريحاته لـ”العربية.نت”، علق المنتج والسيناريست الدكتور محمد العدل على الأمر بقوله إن الفنانين والمثقفين دائماً ما تكون لهم وجهة نظر تساعد محبيهم ومؤيديهم في صنع قرارهم، وهو ما يجعل البعض ينحاز إلى جانب أحد المرشحين، والبعض الآخر ينحاز إلى كفة أخرى، ولكنه رأى في النهاية أن الجميع أخوة أياً كان المرشح الذي سيفوز.
الجديد هذه المرة أن عائلة العدل انقسمت على المرشح الذي ستنتخبه وتدعمه، ففي الوقت الذي يؤيد فيه محمد العدل حمدين صباحي، ينحاز المنتج جمال العدل والكاتب الدكتور مدحت العدل إلى كفة المشير السيسي، حتى أنهما قاما بإنتاج فيلم قصير يحمل اسم “القرار” ويشارك في بطولته مجموعة من الإعلاميين والفنانين، من بينهم كريم عبدالعزيز، على أن يدعموا من خلاله المشير عبدالفتاح السيسي.
وهو ما جعل الدكتور محمد العدل يتمنى أن يكون المصريون بأجمعهم مثله هو وإخوته، خاصة أن مصر للجميع ولا يمكن لأحد أن يرفض تأييد أحد المرشحين لكونه خائناً، ولكنها في النهاية وجهات نظر تختلف لدى البعض، ويعودون بعدها كما كانوا.
وأكد أن هناك فارقاً كبيراً بين الخلاف والاختلاف، مستشهداً بالمخرج خالد يوسف، الذي فضّل هذه المرة أن يدعم المشير السيسي، ويكون ضمن فريق حملته الانتخابية، بعد أن كان في الانتخابات الماضية داعماً لحمدين صباحي، وظلت علاقتهما جيدة.
وسائل متنوعة لدعم المرشحين
وقد بدأ العمل مبكراً في كلا المعسكرين، وتنوعت الأساليب والوسائل التي سيتم دعم المرشحين بها، ففي الوقت الذي حرص فيه الفنان أحمد فاروق فلوكس على تحرير توكيل للفريق السيسي، تقوم الفنانة راندا البحيري بالمشاركة في جمع التوكيلات لحمدين صباحي.
كما انتهت المطربة الشعبية بوسي، التي شاركت في أوبريت “تسلم الأيادي”، من تسجيل أغنية جديدة تحمل اسم “بنحبك يا سيسي”، من أجل عرضها على الفضائيات خلال الأيام المقبلة كنوع من أنواع الدعاية لمرشحها. يأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه الملحن فاروق الشرنوبي بإعداد أغنية جديدة من أجل دعم حمدين صباحي.
هذا إضافة إلى الأفلام القصيرة والتسجيلية التي سيتم دعم المرشحين من خلالها، حيث يقوم المخرج كريم العدل بإخراج فيلم تسجيلي عن المرشح حمدين صباحي من أجل عرضه خلال الدعاية للترشيح، وهو نفس ما يقوم به المنتج جمال العدل، الذي سيطرح فيلم “القرار” من أجل مساندة الفريق السيسي.
مضايقات بسبب المواقف السياسية
والدعم والتأييد قد يكون لهما ضريبة أخرى، خاصة أن المواقف المعلنة قد لا تعجب البعض، وهو ما حدث في فرنسا قبل أيام، حينما تعرّض وفد فني ضم كلاً من إلهام شاهين ومحمود ياسين وإيهاب توفيق وهالة صدقي للمضايقات من قبل أنصار جماعة الإخوان، وهو ما علّقت عليه الفنانة هالة صدقي في تصريحات سابقة لـ”العربية.نت” بأن موقفهم المعلن مسبقاً من الانتخابات الرئاسية وتأييدهم للفريق السيسي هو ما يجعلهم عرضة لمثل هذا التربّص.
ولكن هل تتسبب المضايقات في إخفاء البعض لقناعاته؟ هذا ما أجاب عنه الفنان أحمد بدير لـ”العربية.نت” بأن المرحلة التي تعيشها مصر هي مستقبل الوطن، وبالتالي فالساكت عن الحق شيطان أخرس، ولابد أن يكون الفنان مؤثراً لصالح بلده، وإن لم يفعل فهو لا يستحق أن يكون شخصية عامة وفناناً.
وشدّد بدير على أن الفنانين لن يكتموا شهادتهم، وبالنسبة له فهو يدعم المشير عبدالفتاح السيسي، معتبراً أنه وقف إلى جوار مصر في أحلك اللحظات، وأنقذها من جماعة الإخوان المسلمين.
وحول مشاركته في الدعاية لمرشحه في الفترة المقبلة، أوضح أن رأيه الشخصي هو أن المشير السيسي ليس بحاجة إلى حملات انتخابية؛ لأن الشعب اختاره منذ الثلاثين من يونيو الماضي.
كل التوفيق للسيسي ، حبيب المصريين وصديق الخليجيين .