احتفظت فترة الخمسينيات بكثير من المفاجآت المثيرة المرتبطة بالفنانين وفي القلب منها تلك الشائعات التي ترددت عن علاقة حب تجمع بين فريد الأطرش وشادية مما أثر على زواجها من عماد حمدي.
لكن المفاجأة أنه بعد طلاق شادية من عماد تزوجت من عزيز فتحي وكانت لهذه الزيجة بالغ الأثر في حياة فريد الأطرش الذي كان يحب شادية.
ليس هذا فحسب بل ظلت ملامح الأطرش تبدو عليها حالة عصبية غريبة وكأن سكينا حادة قد اخترقت قلبه الرقيق وعيناه تتابعان الخبر الذي نشرته صحيفة أخبار اليوم عن زواج شادية في الرابع من أكتوبر عام 1957.
ومضت مدة طويلة قبل أن يتكلم فريد الأطرش عن هذا الأمر؛ حيث كان صوته مختنقا بالدموع وهو يدلي بهذا التصريح عن شادية: أتمني لها كل سعادة، وسأرسل لها برقية تهنئة.. إنها تستحق أن تعيش في الفردوس.
ومضى فريد الأطرش يحكي قصته مع شادية فقال إنهما كانا صديقين حميمين، وأنه كان يعتقد أن حبهما سيدوم إلى الأبد، لافتا إلى أنه كان يتردد في الزواج من شادية بسبب مسئولياته كفنان إلى جانب أنه مريض وفي حالة خطرة.
سر رفض شادية الزواج من فريد الاطرش
وقال طارق الشناوي، الناقد الفني، إن شادية وفريد الأطرش، علاقة حب عظيمة كان في طريقها أن تتُوج بالزواج، لكن فريد كان شخصا كريمًا جدًا، ويفتح بيته لكل أهله وأصدقائه، والكرم كان جزءًا من تكوينه، وكان يعطي الأجر الضعف لكل من يعمل معه، وكان يفتح منزله لكل الناس، وهذا لم يكن يليق مع شادية.
وأضاف “الشناوي”، خلال استضافته مع برنامج “الحياة اليوم” المذاع عبر فضائية “الحياة”، مع الإعلامي محمد شردي، أن شادية كانت تعشق فريد الأطرش، لكن هذا الجزء الشعبي في فريد الأطرش لم يكن يعجبها، لذلك لم تنته العلاقة بالزواج، مشيرًا إلى أن فريد الأطرش كان يحب شادية كثيرًا.
وأردف أن شادية تزوجت 4 مرات معروفة، منها الكاتب مصطفى أمين، التي كانت تعشقه وتعشق قرائه، وهو من كتب لها فيلم “معبودة الجماهير” خلال تواجده معها في سيارة، وهي أكدت في أكثر من لقاء لها، أنه أثقل ثقافتها كثيرًا.
مشوار شادية وبدايتها
ووُلدت شادية في 8 فبراير 1931، ونجحت في تقديم الكثير من الأفلام والأغاني التي جعلتها واحدة من أبرز الفنانين في القرن الماضي، ومن أبرز أعمال شادية مسرحية “ريا وسكينة”، وفيلم “لا تسألني من أنا”، وفيلم “الزوجة 13″، وفيلم “أضواء المدينة”، وفيلم “ذات الوجهين”، ورحلت شادية في 28 نوفمبر عام 2017، بسيرة خالدة في أذهان الملايين من المصريين.
وبدأت رحلتها الفنية في عمر 16 عاما، وخلال مسيرتها الفنية التي انتهت باعتزالها في عام 1984 شاركت في أكثر من 115 فيلم، وقدمت بصوتها مئات الأغنيات، ومثلت في عدد من المسلسلات الإذاعية، ومسرحية واحدة. ولدت في منطقة الحلمية الجديدة بالقاهرة، لكن أصولها تعود إلى محافظة الشرقية، وهي ابنة المهندس الزراعي (أحمد كمال).
بدأت حياتها الفنية صدفة عندما وقع تحت يد والدها إعلان عن مسابقة تنظمها شركة اتحاد الفنانين التي كونها حلمي رفلة والمصور عبد الحليم نصر في عام 1947 وذلك لاختيار عدد من الوجوه الجديدة للقيام ببطولة الأفلام السينمائية التي ستقوم بإنتاجها الشركة، فاصطحبها والدها لتقديمها إلى لجنة المسابقة، وتحمس لها المخرج أحمد بدرخان، كما قام حلمي رفلة بتبنيها فنيًا وأطلق عليها الاسم الفني (شادية)، ولكن اسمها الحقيقي هو فاطمة أحمد كمال.
زيجات شادية
تزوجت شادية قبل زيجتها الثانية من عزيز فتحي صديق فريد الاطرش والذي كان يعمل مهندسًا في الإذاعة، من الفنان عماد حمدي واستمر الزواج ثلاث سنوات وتم الطلاق في مايو 1956م بسبب بعض الخلافات بينهما وضرب عماد حمدي لشادية وإصابتها بمرض عصبي وبعد الطلاق قال الفنان انه كان ضحية حبها مع فريد الأطرش.
بعد زواجها مرتين، أعلنت شادية زواجها من الفنان صلاح ذو الفقار الذي أحبته من كل قلبها وفي إحدى المقابلات الصحفية قالت إنه الوحيد الذي تمنت أن تنجب منه وبالفعل حاول الإنجاب 4 مرات ولكن في كل مرة يسقط الحمل مما أدى لزيادة عصبيتها التي سرعت من انفصالهما مرتين الأولى عام 1969 والأخيرة عام 1971 على الرغم من أنهما كانا أشهر الثنائيات المتألقة على الشاشة بسبب حبهما الذي ظهر أمام الكاميرات.
اعتزال شادية التمثيل
وقررت دلوعة السينما المصرية اعتزال الفن في عام 1984، بعد الانتهاء من تصوير فيلم «لا تسألني من أنا» أمام النجمة مديحة يسرى، لتسدل الستار على مسيرة فنية مليئة بالكفاح والنجاح.
وظلت النجمة شادية على مقربة من مهرجان القاهرة السينمائي حتى جاءت لحظة تكريمها عن مجمل أعمالها الفنية، وإهداء الدورة باسمها وهو ما تحقق في دورته الـ 39، أثناء مرضها وقبل أيام قليلة من رحيلها عن عالمنا، لتترك شادية خلفها العديد من الأعمال الفنية والمسرحيات والأغاني الناجحة، التي ظلت في أذهان محبيها.
وقدمت شادية أكثر من 116 فيلما (من أشهرها معبودة الجماهير مع عبد الحليم حافظ) واكثر من 500 اغنية (من أشهرها يا حبيبتي يا مصر).
وغنت الفنانة شادية العديد من الأغاني الناجحة خلال مسيرتها أفلامها، منها أغنية «يا ولاد حارتنا، وأغنية غاب القمر، وأغنية أن راح منك يا عين، وأغنية رنت قبقابي».
وقدمت النجمة شادية في عام 1983 مسرحية «ريا وسكينة» وهى المسرحية الكوميدية التي أصبحت علامة بارزة في تاريخ المسرح المصري والعربي، أمام الفنان القدير عبد المنعم مدبولي، والفنانة الراحلة سهير البابلي والنجم أحمد بدير؛ وتوفيت في 28 نوفمبر 2017.