بناء على وصيته سيدفن الفنان الكبير وديع الصافي في نيحا مسقط رأسه، هذه القرية الهادئة الهانئة التي كان يتغزل بها ويزورها باستمرار.
وسينقل جثمان الفقيد الى بلدته نيحا بعد اجراء مراسم الدفن والصلاة على راحة نفسه اليوم الاثنين في تمام الساعة الثالثة في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت، على أن يتمّ تقبّل التعازي يوم الاثنين قبل الدفن وبعده في صالون الكاتدرائية، ويومي الثلاثاء والأربعاء 15 و16 الحالي من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وحتى السابعة مساء.
وديع فرنسيس المعروف فنياً باسم وديع الصافي سيدفن في ضيعته نيحا بناء على وصيته، وسيتم وضع جثمانه في مدافن البلدة على ان يُنقل في وقت لاحق الى مدفن خاص سيتم تشيده على قطعة ارض قدمها ابن نيحا السيد غسان فرحات على ان يقام ايضاً الى جانب القبر متحف دائم له اسم وديع الصافي.
وكان رئيس بلدية نيحا قال في اتصال مع الاعلامية هلا المر في “فايق يا هوا” عبر “سترايك” أن نيحا حزينة جداً “لأن الأخ وديع كان أخا ووالد للجميع، ونطالب أن يتم دفنه في نيحا، لأن الراحل كان يرغب بذلك، واليوم عند السادسة تقريباً سيصل إلى مسقط رأسه”. واشار أبو هدير إلى أنه قام بتأليف لجنة لتكريم الصافي وإبقاء تراثه من خلال إنشاء متحف في نيحا، على أن يضم جميع أعماله وسيكون بمثابة مزار “كل مرة كان يطلع، كنا نشوف الدمعة بعينو بس يتذكر طفولتو”. اللجنة تضم العديد من المثقفين، وسيتم درس فكرة ضم أعماله إلى المناهج الدراسية بالتعاون مع وزارة الثقافة.
Wada3an ya 3mla2
لا أعرف له سوى أغنية يتيمة يقول فيها: الليل يا ليلى يعاتبني و يقول لي سلم على ليلى..
عندما يغني أركز على حركاته أكثر من غنائه..
البقاء لله..
لم يكن غريباً أبداً أن يتحوّل رحيل وديع الصافي، الذي لا يجوز إقران قامته الفنية العملاقة بأي لقب سوى صوته الأسطوري، مناحة وطنية عارمة لا تشبه سوى التفجّع على عمالقة ذهب ويذهب معهم لبنان العزّ الذي كان. في كل لبناني وديع الصافي هو لبنان الذي يقاوم بشاعة هذا الذي بلغه لبنان اليوم. وفي كل لبناني انفجار حنين الى زمن لن يعود والى جمال وروعة وطيبة كانت ولا تزال تخترق وجدانه كلما صدح صوت الصافي وهزّ كل ما فيه.
مذعورون… والصوت يدوي!
نبيل بومنصف