على مدار سنوات طويلة، أثرى فيها الراحل نور الشريف الفن المصري بالعديد من الأعمال، كان هناك العديد من المحطات الصعبة في حياته، إلا أن أكثر هذه المواقف إيلاماً له، كان ما ذكره قبل 4 سنوات في حوار تلفزيوني مع المخرج عمر زهران.
حيث قال الشريف إن الهجوم عليه في عام 1992 حينما قدم فيلم “ناجي العلي” كان أكثر المواقف الصعبة التي مرت عليه، حيث شعر أنه من تسبب في نكسة 1967، وظل لستة أشهر كاملة يهاجم في الصحف القومية المصرية، وهو ما دفعه للتفكير في الهجرة إلى أوروبا.
ما زاد من صعوبة الأمر، هو القرار الذي صدر بمنع تداول أفلامه في دول الخليج، ووضع ضمن قائمة الممنوعين التي كان على رأسها الكاتب محمد حسنين هيكل، وهو الأمر الذي استمر لأشهر، حتى دافعت عنه عدد من الأقلام التي وصفها بالشريفة في مصر والوطن العربي، وتم فك الحظر عنه في دول الخليج، وقيل إنه كان موظف خطأ في مجلس التعاون الخليجي.
وحول استمرار الأزمة في مصر، ذكر الشريف أنها لم تستمر كثيراً، حيث أجبرته الدولة عن طريق صفوت الشريف وزير الإعلام في ذلك الوقت على تقديم مسلسل “الثعلب” عام 1993، رغم أنه لم يكن يقتنع بالعمل، وذكر أنه صالح لتقديمه في شكل فيلم فقط أو مسلسل من 7 حلقات.
ولكنهم أخبروه أنه لابد من تقديم المسلسل حتى تبرئ الدولة ذمتها تجاهه، خاصة أن العمل كان من إنتاج التلفزيون المصري، وكان لابد من موافقة جهاز المخابرات على الممثل الذي سيقوم بدور الضابط، وهو ما سيوحي للجميع بأن الدولة لا تقف ضد نور الشريف، وهو ما جعله يقدم المسلسل على مضض دون اقتناع، مشيراً إلى كونه عقب فيلم “ناجي العلي” كان يفكر في تقديم فيلم عن لبنان قبل التعمير، ولكن بعد المذبحة التي حدثت لم يوافق منتج على الإنتاج له، ولم تكن هناك سينما ترغب في عرض أعماله.