مسيرة طويلة دونها الإعلامي المصري #حمدي_قنديل، الذي توفي مساء الأربعاء عن عمر يناهز الـ 82 عاما بعد صراع مع المرض في شهوره الأخيرة.
حمدي قنديل الذي ولد عام 1936 لأسرة ترجع أصولها إلى محافظة الشرقية، وانتقل بصحبة أسرته إلى مدينة طنطا بسبب عمل والده مدرسا للغة العربية بمدرسة طنطا الثانوية بنات.
قنديل قبل 4 سنوات دون مذكراته التي تحمل اسم “عشت مرتين” ونشرت في كتاب حمل الاسم نفسه، ليحكي بعض الملامح الخاصة بحياته هو ومن ارتبط بهم على مدار رحلته.
وكشف عن كونه هو وأشقاؤه الذكور لم ينجبوا أطفالا وهو أمر لم يزعجهم على الإطلاق وكانوا يشعرون بالرضا بقضاء الله، فيما أنعم الله على شقيقاته بإنجاب الإناث والذكور.
وروى الإعلامي الراحل يومياته مع والده الذي كان يسمح له بقراءة جريدة “المصري” ويطلب منه ذلك أحيانا، فيما كان يقرأ هو جريدة “الاشتراكية” في بيت زميل له.
وأشار إلى أن والده ضربه مرة واحدة طيلة حياته، حينما رسب في إحدى المواد، حيث خلع حزامه وانهال عليه بالضرب، وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة.
من بين زملائه في المدرسة كان هناك شخص امتدت به زمالته لسنوات طويلة، وهو عمرو موسى الذي صار بعد ذلك وزيرا للخارجية وأمينا للجامعة العربية ثم مرشحا للرئاسة المصرية.
مجموعه في الثانوية العامة قاده إلى كلية العلوم بترشيح من والده الذي كان يرى أن المستقبل للتعدين والبترول، وطلب منه أن يتخصص في الجيولوجيا، وبالفعل سافر إلى الإسكندرية من أجل الدراسة.
إلا أنه بعد شهرين من الدراسة شعر بشعور جاف تجاه الأمر، وقرر أن يعيد امتحان التوجيهية مرة أخرى، وبالفعل حصل على مجموع أرسله إلى كلية طب قصر العيني.
لقاؤه بنجلاء فتحي
ذكر الإعلامي الراحل أنه في عام 1991 أوفد التلفزيون المغربي فريق تصوير لتغطية مهرجان القاهرة السينمائي، وإجراء مقابلات مع عدد من الفنانين من بينهم #نجلاء_فتحي التي لم تكن تشارك في المهرجان.
وحينما اتصل بها لترتيب المقابلة طلبت ألا تجرى في منزلها بسبب تجديدها للديكور، واقترحت أن يتم التصوير بمنزل شقيقتها بمنطقة الدقي.
بعدها فوجئ قنديل أن اللواء محمد السكري وكيل اتحاد التنس هو زوج شقيقتها وكان على معرفة مسبقة به، حيث دعاه إلى العشاء وهناك وجد أن الجميع ينادي نجلاء فتحي بـ “زهرة”.
ليعرف منها أن اسمها الحقيقي هو “فاطمة الزهراء” واندهش من بساطتها وتلقائيتها، ثم أخذا يتحدثان عن باريس وذكريات الثنائي فيها، وحينما انصرف كان ينوي أن يلتقي بها مرة أخرى.
وقتها أكد قنديل أنه وجد فيها شخصية ستضفي على حياته البهجة، وبالفعل تكرر اللقاء عدة مرات، وفي فصل الصيف ذهبت مع ابنتها “ياسمين” إلى الإسكندرية فتبعها إلى هناك وتكررت اللقاءات.
اهتمامات مشتركة جمعت الثنائي، الاستيقاظ مبكرا ولعب الطاولة، وحب السفر، كما أنها كانت تتابع الشأن العام وتنفر من سهرات وحفلات المجتمع.
بعد نحو أسبوعين من عودتهما إلى القاهرة، أجرى اتصالا بها وسألها كالمعتاد “عملتي لفة في النادي النهاردة؟” فأجابته “كتير.. أكتر من اللازم”، وحينما سألها عن السبب أكدت أنها كانت تفكر في أمر هام، وفاجأته قائلة “أنا هتجوزك النهارده”، ليرد عليها دون أن يدري “عظيم عظيم”.
وبعدها سألته عما إذا كان لديه بطاقة تحقيق شخصية، لكنه لم يكن قد استخرجها بعد، فطلبت منه القدوم إلى منزلها في الخامسة ومعه جواز السفر، قائلة له “موافق ولا هترجع في كلامنا؟”، فأجابها “موافق أكيد”.
ازداد إعجابه بطريقة عرضها للأمر، وحينما التقى بها سألها عن رأيها في حال قام بالمماطلة معها، مؤكدة له أنهما ليسا في قصة غرام مشتعل، وهما بالغان وسبق لهما الزواج، وبالتالي لن تحزن عليه إن تنصل من الأمر، لأنه وقتها لن يستحق ثقتها التي وضعتها فيه.