اشتهر بوسامته وبشكله الهادئ، الذي مكّنه من لعب دور الفتى الأرستقراطي، هو فتي أحلام الفتيات في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، الذي اعتزل مبكرًا وهاجر إلى اليونان، إنه الفنان الراحل يوسف فخر الدين، الشقي المُدلل الذي لم يُكن محبًا للفن بقدر حبه للبساطة والهدوء.
بدأ الفنان يوسف فخر الدين، حياته الفنية بعد اكتشــاف شقيقته الفنانة مريم فخر الدين، موهبتــه الفنّيــة وقدمته في فيلم “رحلة غرامية”، وبعدها شارك معها بـ فيلم “أنا وقلبي”، ليشارك في العديد من الأعمال الفنية.
وعلى الرغم من وسامته والتي جعلته فتى أحلام للعديد مــن الفتيات، إلا أنه تم حصره فــي مجموعة من الأدوار، منها الشاب المستــــهتر، وقدم يوسف العديد من الأدوار مع عدد من كبار النجوم منهم فاتن حمامة، وعمر الشريف، وشكري سرحان، وسميرة أحمد وإسماعيل ياسين، وآخرين.
من أبرز أفلامه: “القضية رقم 1، دائرة الشك، ليلة لا تنسى، لصوص لكن ظرفاء، المراهق الكبير، الأشقياء الثلاثة، مذكرات تلميذة، شاطئ المرح، المراهقات، أنا وقلبي، بين الأطلال، موعد مع المجهول، الشياطين في إجازة، أصعب جواز”.
تزوج يوسف فخر الدين عن قصة حب كبيرة من الفنانة الراحلة “نادية سيف النصر“، والتي عمِلت كعميلة للمخابرات المصرية، أثناء ترأس صلاح نصر لها.
وقالت فخر الدين في مذكراتها: «صلاح نصر، رئيس المخابرات وقتها، أراد أن انفصل عن زوجي الدكتور الطويل، لجأ إلى حيلة الهدف منها أن أشك بزوجي فلفق له حكاية مع زوجة شقيقي (نادية)، لكن تبين بعد ذلك أن الأخيرة كانت تتعاون مع (نصر) وعميلة للمخابرات».
كان لرحيل زوجته «نادية» أثر مصرعها في حادث سيارة مروع في بيروت، 27 فبراير من عام 1974، بالغ الأثر السيئ في نفسه، حتى إنه دخل في حالة اكتئاب شديدة، وقرر يوسف فخر الدين الاعتزال وكان آخر أعماله الفنية فيلم (القضية رقم 1) عام 1981.
وظل يوسف، لفترة كبيرة في حالة عـــزلة تامـــة قرر على إثرها اعتــــزال العمل الفني، والسفر إلى اليونان، ليعمل في بادئ الأمر كموظف استقـــبال بأحد الفنادق، ثم بائعا للإكسسوارات، ليتعرف على صاحبة المحل الذي يعمل فيه ويتزوجا.
استقـــر يوسف في اليونان حتى أصبح أحد رجال الأعمال البارزين هناك، وفى العام 1997، عاد لمصر لزيارة شقيقته مريم فخر الدين، وشعر بآلام دخل نتيجتها للمستشفى ليخـــرج علـــى مقعـــد متحـــرك صاحبه ما تبقى من حياته.
في 27/ ديسمبر عام 2002، توفى يوسف فخر الدين باليونان، ولم تستطع شقيقته “مريم” إحضار جثمانه إلى مصر بسبب تكاليف نقل الجثمان بالطائرة من اليونان، لذا دُفن بمقابر المسيحيين هناك، حيث لا يوجد مقابر للمسلمين.
ويروي عشوب: «مريم قالت هندفنه هنا، الأرض هي الأرض، والتراب هو التراب، ورب هنا رب هناك، وبالفعل تم دفنه هناك، وقرأت عليه القرآن، وطلبت من زوجته نزع الصليب من على التابوت رغم أنه شيء كبير عندهم، لكنها فهمتهم أنه مسلم».
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا إنستغرام نورت