لم يمنعه صغر سنه الذي لم يتجاوز الثلاثين، الخوض في المسائل السياسية المتعلقة بالشأن المغاربي والعربي، فأغلب أغانيه تحمل في طياتها رسائل سياسية مشفرة تنتقد بشدة الأوضاع الذي تعيشها البلدان العربية، فابن مدينة “سوق أهراس” مغني الراب “كريم الغانغ” يكشف في الحوار مع CNN بالعربية، عن حلم راوده يتمثل في الغناء على الأراضي الفلسطينية، إلا أن ختم جواز سفره بالختم الإسرائيلي حال دون إقدامه على فعل ذلك.
وتحدث الغانغ، الذي لم تتوقف إبداعاته عند حدود الراب بل تجاوزتها إلى مجالات أخرى كالإعلام وكذا مجال الكتابة حيث أصدر كتابيين في مجال التنمية البشرية، عن الحملة التي يقودها هذه الأيام على صفحته في الفايسبوك والتي تهدف –حسبه- إلى إعادة الدفء للعلاقات الجزائرية المغربية تحت مسمى “خاوة خاوة”، ناهيك عن دور الراب في محاربة التطرف وكذا الأوضاع في سوريا، كاشفا أيضا سبب دفاعه عن معمر القذافي.
فرغم عدم تسجيله أي عمل فني يتناول الأوضاع في سوريا، إلا أن هذا لم يمنع “الغانغ” من المشاركة في العديد من الحملات الإنسانية لدعم الشعب السوري الجريح، قائلا في هذا الصدد: “للأسف الشام تنهار من السيء إلى الأسوأ، وأنا أرى بأن مصيرها نفسه مثل ما هي عليه العراق وليبيا الآن”، موجها رسالة إلى الشعب السوري مفادها “توحدوا ..ولا تكونوا ضحية مخطط تقسيم الشرق الأوسط”.
وحول دور الراب في محاربة التطرف في الوسط الشباني، يقول محدثنا ” سعينا أكثر من مرة التحسيس والتحذير من خطورة التنظيمات الإرهابية التي تقتل تحت غطاء الإسلام، فالإسلام دين سلم و سلام”، وأضاف الغانغ ” لـ الراب العربي دور كبير في محاربة الأفكار المتطرفة، شئنا أو أبينا، فلن تجد رسالة واضحة وسهلة التمرير كالتي تكون من شاب إلى شاب، لأن كل ما هو نابع من القلب يصل حتما إلى القلب”.
ويقود الغانغ حملة “خاوة، خاوة” على صفحته في الفايسبوك، يهدف من وراءه على حد تعبيره، إلى التقريب بين الشعبين الجزائري والمغربي، وعن المبادرة يقول: “هذا واجبنا فنحن أخوة مهما كانت الظروف ولا يجب أن نسقط في فخ لن تستفيد منه إلا شريحة معينة ، فنحن في عصر التكتلات ولابد أن نوحد صفوفنا أكثر لمواجهة هذا العالم الذي يتطور في كل ثانية”.
وعن مسألة فتح الحدود بين البلدين، يشرح المتحدث رأيه قائلا:”منذ صغري أحلم بأن تكون حدود كل الدول العربية مفتوحة مثلما نشاهده في الاتحاد الأوروبي، فلا مناص من الوحدة لأنها هي الحل الوحيد لتقوية امتنا، فمهما اختلفنا فدين الإسلام يجمعنا”، ويعتقد أيضا أن “رسالة الفنان تبقى دائما رسالة سلام وبناء وتوحيد فأنا أفضل إشعال شمعة عوضا من لعن الظلام”.
وكان من المفترض أن يحيي الغانغ حفلا في الأراضي الفلسطينية ، بعد اتفاقه مع القيادي في المقاومة الفلسطينية محمد نزال، بيد أنه بعد علمه بوجوب وضع ختم إسرائيلي على جواز سفره جعله يتراجع، موضحا في هذا الشأن “أنا لا أرضى أن ينجس جواز سفري ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد بختم الاحتلال الإسرائيلي”.
وتابع كلامه قائلا ” أعتذر للشعب الفلسطيني،.. أفضل زيارة فلسطين مرورا عبر الأنفاق على أن اعترف ضمنيا بالاحتلال، فلابد من التفريق بين اليهودية كدين سماوي والصهيونية كفكرة احتلال واغتصاب”.
ومع بداية الأزمة الليبية، أطلق الغانغ أغنية “تحية للقذافي” التي خلفت ردود أفعال وقتها متباينة بين ضباب ليبي رافض لها، ومسؤولين ليبين مؤيدين لها، وعلق محدثنا على هذه الحادثة قائلا: “ككل المسلمين كنت ضد تلك الطريقة البشعة التي قتلوا بها رئيسهم، بما فيها التنكيل بجثته فهذا الأسلوب يرفضه العدو قبل الصديق”.
ويبرر الغانغ موقفه قائلا “بعد دراستي لمسيرة القذافي تعلقت به”، متسائلا في الوقت نفسه ” ماذا استفاد الليبيون؟. فالمستفيد الوحيد هم الغرب تحت راية حلف الناتو، ويبقى المتضرر الوحيد مثلما نشاهده الآن هو الشعب الليبي فقط”.