عام واحد وعدة أشهر مرّوا على رحيل الفنانة الكبيرة نادية لطفى التى رحلت عن عالمنا فى اليوم الموافق 4 فبراير من العام الماضى 2020، بعد رحلة عطاء فنى ووطنى وإنسانى استمرت حتى أخر أيام حياتها، نادية لطفى صاحبة القلب والعقل المقاوم دائماً الرافض لفكرة الاستسلام حتى للمرض، والتى ظلت حتى أخر أيام حياتها تصارع الموت وهى محتفظة بابتسامتها وروحها القوية.
الفنانة نادية لطفى هي واحدة من أجمل أهم نجمات الزمن الجميل، اسمها الحقيقي “بولا محمد مصطفي شفيق”، وقد ولدت فى 3 يناير عام 1937، بالقاهرة، حصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب، وقدمها للسينما أول مرة من خلال فيلم “سلطان” عام 1959م.
كما اختار رمسيس نجيب لها الاسم الفني “نادية” اقتباسًا من شخصية فاتن حمامة في فيلم “لا أنام”. تبقى انطلاقتها الحقيقية من خلال فيلم “النظارة السوداء عام 1963، تخطى رصيدها الفني الـ 75 فيلمًا، ومن أشهر أعمالها: “الناصر صلاح الدين، السبع بنات، الخطايا، السمان والخريف، للرجال فقط، الإخوة الأعداء”. قدمت طيلة حياتها مسلسلا تليفزيونيا واحدا بعنوان “ناس ولاد ناس”، ومسرحية واحدة أيضًا.
قدمت نادية لطفى مايقارب من الـ 76 فيلم للسينما ومنها «المومياء، الناصر صلاح الدين، الخطايا، أبى فوق الشجرة، المستحيل، السمان والخريف.. وغيرها»، ولكنها كانت حالة إنسانية ونموذج حياة ونضال ووطنية وبطولة يتجاوز بكثير كونها فنانة مبدعة، وهوما جعلها تتربع على عرش القلوب رغم ابتعادها عن التمثيل منذ قدمت أخر أعمالها الفنية عام 1993 «مسلسل ناس ولاد ناس» بالتليفزيون، وفيلم الأب الشرعى فى السينما عام 1988.
وفى أخر حوار أجرته الفنانة الكبيرة نادية لطفى قبل وفاتها فسرت قلة أعمالها التليفزيونية والمسرحية والتى اقتصرت على مسلسل واحد ومسرحية بمبة كشر فى بداية السبعينات، قائلة: «أنا مش بنت التليفزيون، وقدمت هذه التجربة كنوع من التنوع وهذا ينطبق أيضا على تجربتى الوحيدة فى المسرح، فأنا أعشق السينما، واستفدت علما وخبرة من تجاربى فى المسرح والتليفزيون أضافت لى فى السينما».
اقرأ أيضًا: “توأم نادية لطفي”.. شاهدوا صور شبيهة الفنانة الراحلة وحقيقة صلة القرابة بينهما!
وكشفت الفنانة الراحلة عن سبب ابتعادها عن السينما المصرية لسنوات طويلة قبل رحيلها رغم قدرتها على العطاء، فأجابت ضاحكة وقالت: «أنا من الممثلين اللى خلصت المنهج بسرعة، وماكنش عندى استعداد لإعادة سنوات ونماذج سابقة قدمتها، وكان لى خط فى نهضة صناعة السينما والدراما، وقدمت تجارب جديدة فى الصناعة والدراما ومنها فيلم المستحيل للدكتور مصطفى محمود، وفيلم المومياء، الحاجز، والناصر صلاح الدين»
وأوضحت نادية: «عندما بدأ الخط البيانى للسينما فى التدنى وحدث تراجع فى الدراما، قررت أصون كرامتى وفنى، فكان يجب أن أتوقف، لأن احترامى لفنى يفوق حبى وعشقى للعمل فى السينما.. وكان هناك نوع من التوهان، والعقد اللولى انفرط، ولم يعد هناك شكل للسينما فقررت الابتعاد لأنى لا أحب أنصاف الحلول».
وتوفيت الفنانة المصرية نادية لطفى يوم الثلاثاء الموفق 4 شباط/ فبراير من هذا العام، عن عمر يناهز 83 عاما، في أحد مستشفيات القاهرة بعد صراع من المرض.وكانت الحالة الصحية للفنانة الراحلة قد شهدت تدهورا قبل وفاتها بإسبوعين وجرى نقلها إلى قسم العناية المركزة بالمستشفى.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا إنستغرام نورت