الصراع بين النجمات لا يكون على الأدوار فقط، ولكنه يكون على حصد الجوائز أيضًا، خاصة إذا كان هناك مجاملات داخل اللجان، أو منح الجوائز للنجوم بسـبب اسمهم الفني فقط.
الفنانة يسرا أعلنت في بداية الدورة الرابعة للمهرجان القومي للأفلام الروائية عام 1994م، أنها لن تسمح بأن يتكرر معها ما حدث قبل عامين في نفس المهرجان عندما كانت على وشك الحصول على جائزة أحسن ممثلة عن مجموعة أدوار في أفلام مختلفة من بينها “الراعي والنساء”، و”امرأة آيلة للسقوط”، لكن الجائزة ذهبت إلى سعاد حسني التي كانت تشاركها البطولة في فيلم “الراعي والنسـاء”.
واكتفت اللجنة عام 1992 بمنح الفنانة يسرا جائزة الامتياز في التمثيل عن دورها في فيلم “امرأة آيلة للسقوط”.
شعرت يسرا في دورة 1994م أن الجائزة ستمنح للفنانة فاتن حمامة، وسيتكرّر نفس الموقف معها وتمنح سيدة الشاشة العربية الجائزة عن دورها في فيلم “أرض الأحلام”، وبدأت المشاكـسـات من وقت تردد إعلان يسرا اعتذارها عن عـدم دخول المنـافسـة على جائزة أحسن ممثلة، وعلّلت اعتذارها بأن الجائزة ستمنح لفاتن حمامة، لإعتبارات خاصة بغض النظر عن إجادتها للشخصية من عدمه – حسبما نشر في جريدة الأحرار 1994م.
وتَضامنت ليلى علوي مع الفنانة يسرا، لمجابـهة أية مجاملات قد تحدث في منح الجوائز، وتردد أنها تـهـدد بالانسـحاب إذا لم تكن الجوائز محايدة دون النظر إلى الأسماء، كما أرسلت يسرا خطابًا إلى رئيس لجنة التحكيم الكاتب الصحفي الكبير كامل زهيري، تطلب فيه عـدم دخولها مجال المـنافـسة على جائزة أحسن ممثلة، وطالب بضرورة إعلان ذلك في الحفل.
وحاول كامل زهيري إقـصاء يسرا عن قرارها مستشـهدًا بعادل إمام الذي ينافس على جائزة أحسن ممثل، وأنه إذا كان الفيصل في الحكم للنجومية فالأولى أن يحصل على كل الجوائز، ولكن يسرا لم تـقـتـنع.
وفجأة أعلنت فاتن حمامة قرار انسحابـها من المنـافسة على جائزة أحسن ممثلة، وأبلغت مخرج الفيلم داود عبدالسيد بالقرار، ونقـله إلى لجنة التحكيم التي ارتاحت لهذا القرار الذي سيرفع عنهم الحرج، فسحبـت يسرا خطاب اعتذارها، وأصبحت هي الفنانة المرشحة للجائزة.