نادرًا ما يشاهد الجمهور النجمة الراحلة “زينات صدقي” فى شبابها، فأغلب الجمهور يتذكر زينات وهي في أدوارها عندما تقدمت في السن ونادرا ما يعرف الجمهور شكلها وهي في ريعان شبابها، إلا أنها ربما لم يختلف شكلها كثيرًا في شبابها عن الصورة الذهنية لدى الجمهور عنها وهي كبيرة في السن فالملامح تتغير.
حيث أن أحد الحسابات الناشطة على موقع الصور والفيديوهات “إنستجرام” خالف هذه القاعدة ونشر مؤخراً صورة التقطت للفنانة في زمن شبابها، وتبين من خلالها أنها كانت شابةً جميلةً، ففي إحدي تلك الصور كانت تخضع لـ جلسة تصوير أبرزت أناقتها، والأخري أوضحت جمال ملامحها في شبابها، وانطلقت إثر هذا موجة من تعليقات المتابعين.
زينات صدقي هي واحدة من أهم نجمات الزمن الجميل، حيث أنها تمتعت بكاريزما وثقافة وتلقائية ساعدتها على الوصول إلى قلب الجمهور بدون استئذان، فرسمت البسمة على شفاه الكبار والصغار، فكل أدوارها السينمائية تفوح منها خفة الظل والفكاهة والطبيعية التى يصعب فصلها عن شخصيتها الحقيقية.
ولدت زينات صدقى في 4 مايو 1912، وبداية علاقتها بالفن عندما درست فى “معهد أنصار التمثيل والخيالة”، الذى تأسس من قبل الفنان زكى طليمات فى الإسكندرية لكن والدها منعها من إكمال دراستها وقام بتزويجها ولم يستمر الزواج لأكثر من عام، لتدخل عالم الفن كمطربة وراقصة.
انضمت زينات إلى فرقة نجيب الريحاني، ثم إلى السينما لتشارك فى أول عمل لها عام 1937م “وراء الستار” للمخرج كمال سليم وتتوالى الأعمال لتصل إلى أكثر من 200 فيلم، أبرزها: (لآنسة حنفى، ابن حميدو، حلاق السيدات، شارع الحب، أيامنا الحلوة، أربع بنات وضابط، بين أيديك، العتبة الخضراء، إسماعيل يس فى مستشفى المجانين)، وآخر أفلامها فكان (بنت اسمها محمود) 1975م.
واجهت الفنانة زينات صدقي أزمات عديدة قبل رحيلها، حيث الوحدة والمرض وانزواء الأضواء، وبيع “عفش” البيت حتى تستطيع أن تأكل، وعندما تتذكرها الدولة حيث كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1976م، لا تجد فستانا يليق بالمناسبة، فتضطر لتدبير جيب وبلوزة بصعوبة بالغة، لترحل عن عالمنا بسبب إصابتها بماء على الرئة، وقبل وفاتها لم تقدم أى عمل طوال 6 أعوام إلا فيلما واحدا هو “بنت اسمها محمود” عام 1975م، لتترك عالم الفن 2 مارس 1978م، تاركه خلفها تراثها الفنى الذى سيظل خالدًا في وجدان محبيها.