أنور وجدي واحداً من أبرز عظماء السينما في مصر والوطن العربي، أثرى حياته كلها في خدمة الفن، له العديد من الأعمال الفنية المميزة في السينما، بالإضافة إلى ذلك فإنه خاض تجربة الإخراج السينمائي، وأيضاً تجربة الإنتاج، بالإضافة إلى اكتشاف الكثير من الفنانين والفنانات، وأبرز تلك الاكتشافات الطفلة المعجزة فيروز.
ومن المثير في حياة الفنان الراحل أنور وجدي، أنه دعى الله أن يبتليه بكل أمراض الدنيا مقابل أن يجمع مليون جنيه حتى يقوم بشراء عمارة، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة أثناء دعاءه. فبعد أن كون ثروة طائلة بلغت نصف مليون جنيه، وبعد سفره لقضاء شهر العسل في السويد بصحبة آخر زوجاته الفنانة ليلى فوزي، أصيب أثناء شهر العسل بالعديد من الأمراض.
حيث أنه في عام 1954 تقدم الفنان الراحل أنور وجدي، للزواج من الفنانة ليلي فوزي، التي كان زواجه منها حلمًا بالنسبة له حيث كان في بداية نجوميته قد تقدم لخطبتها من والدها لكن والدها اعتذر وفضل عليه المطرب عزيز عثمان ولكنه هذه المرة نجم الشاشة والفتي الأول.
وبالفعل تم الزواج وأثناء قضاء شهر العسل بالسويد أصابه المرض وأجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدي، ولكنها لم تفلح في إنقاذه فقد تدهورت حالته وتأكد الأطباء أنه لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية.
وبدأت رحلة المرض مع وجدي ولم يعرف أحد سوى ليلى فوزي أن أنور وجدي أصيب بالعمى بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى استكهولم وهو يرقد على فراش المرض في الغربة، وقضى وجدي أيامه الأخيرة في الحياة ما بين يقظة كحلاوة الروح وغيبوبة الرحيل الأخير، ورغم ذلك فلم يكن يتصور أنه سيموت بعيدًا عن الوطن.
وفي صحوة الموت فتح أنور وجدي عينيه، وهمس لزوجته ليلى: «خليكِ معايا!»، فغسلت الدموع الساخنة وجه ليلى فوزي وهى ترى زوجها وحبيبها يحتضر في مشهد مأساوي لم يمثله أحدهما قط على شاشة السينما، امتدت يدها لتمسك بيده وهو يحتضر، وهمست له:« أنا هنا»، فرد أنور وجدي: حاسس أنى دلوقتي أول مرة أحب بجد!.
ويرحل أنور وجدي عن الحياة التي أحبها وصارعها ونجح فيها وهزمته، ولم يتبقى منه سوى نعش من صندوق خشبي تصطحبه معها بالطائرة زوجته ليلى فوزي في رحلة حزينة إلى القاهرة ليشيع الآلاف من معجبيه جثمانه في مشهد حزين ويوارى جثمان أنور وجدي الثرى في مقبرة مجاورة لمقبرة كوكب الشرق أم كلثوم، عن عمر يناهز 44 عامًا.
يُشار إلي أن أنور وجدى تزوج 3 مرات (إلهام حسين، ليلى مراد، ليلى فوزي)، ولكنه لم ينجب أى أولاد منهن بسبب المرض، وتوفى أنور وجدي عام 1955 بعد رحلة مع المرض وترك خلفه ما يقرب من 70 فيلما. كان فيلم أربع بنات وضابط (1954) آخر الأفلام التى أنتجها قبل وفاته عام 1955.