قليلاً ما يشاهد الجمهور العربي الفنانة الراحلة “هند رستم” وهي فى مرحلة متقدمة من العمر، فأغلب الجمهور يتذكرها في أدوارها عندما كان شابة فاتنه، فربما لا يتذكر الكثير شكلها في شيخوختها، إلا أنه ربما قد أختلفت ملامح الفنانة كثيرًا في عمر الـ 82 عامًا عن الصورة الذهنية لدى الجمهور عنها وهي شابة فالملامح تتغير؟
حيث أن أحد الحسابات الناشطة على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” خالف هذه القاعدة ونشر مؤخراً آخر صور للفنانة هند رستم في مراحل متقدمه من العمر وأخري لها مع عائلتها قبل وفاتها بوقت قليل، وذلك بعد اعتزالها العمل الفنى واختفائها طويلاً عن الانظار، وتفاعل المتابعون مع تلك الصور بشكلٍ لافت.
هند رستم هي واحدة من أهم نجمات الزمن الجميل، التى أثرت السينما المصرية بعشرات الأعمال الفنية، وهي من مواليد حي (محرم بك) بمحافظة الأسكندرية في عام 1929 لأب من عائلة تركية مصرية كان يعمل ضابطًا في الشرطة، وانفصل عن أمها وهي طفلة. اسمها بالكامل (هند حسين مراد رستم)، درست بمدرسة (سان فانسان دي بول)، ثم انتقلت إلى القاهرة عام 1946، حيث ساقتها الصدفة إلى مكتب شركة الأفلام المتحدة كي تعمل في دور صغير مع يحيى شاهين في فيلم (أزهار وأشواك)، وقامت بعدها بعدة أدوار صغيرة.
وتوالت عليها الأعمال إلي أن صارت أشهر نجمة إغراء في السينما المصرية، على يد المخرج حسن اﻹمام الذي استفاد من مواهبها المتعددة، وأسند إليها الكثير الأدوار البارزة في تاريخها الفني. وتشكل هند حالة خاصة في أداء أدوارها، فرغم أن أدوار البطولة الأولى لها كانت إغراء كما في فيلم (الجسد)، إلا أنها لم تلبث أن غيرت من هويتها في أفلام أخرى مثل: (باب الحديد) و(امرأة على الهامش)، كما عملت دورًا كوميديًا متميزًا في فيلم (حب في حب)، كما تألقت في دور قصير في فيلم (كلمة شرف).
قررت هند رستم اعتزال السينما في أواخر السبعينيات، وكرمتها أكثر من مؤسسة منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1993. وفي بداية حياتها الفنية التقت بالمخرج حسن رضا الذي تزوجت منه وأنجبت ابنتها الوحيدة «بسنت»، تزوجت أيضا بالطبيب المعروف الدكتور محمد فياض.
توفيت الفنانة الكبيرة هند رستم في اليوم الموافق 8 أغسطس 2011 عن عمر يناهز الـ 82 عامًا إثر أزمة قلبية حادة.