نادرًا ما يشاهد الجمهور العربي الدنجوان الراحل “شكري سرحان” وهو فى مرحلة متقدمة من العمر، فأغلب الجمهور يتذكر الفنان القدير وهو في أدواره عندما كان شاباً وسيماً، فـ نادرا ما يعرف الجمهور شكله في شيخوخته، إلا أنه ربما لم تختلف ملامحه كثيرًا وهو كهل كبير عن الصورة الذهنية لدى الجمهور عنه وهو شاب فالملامح تتغير؟
حيث أن أحد الحسابات الناشطة على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” خالف هذه القاعدة ونشر مؤخراً صورة التقطت للفنان قبل وفاته، حيث بدا فيها ووقد كسا الشيب رأسه، وفقد الكثير من الوزن، وركّزت التعليقات على شكله حيث رأى الكثيرون أنه تغير كثيراً منذ شبابه مقارنة بتلك المرحلة وحتى رحيله عن عالمنا، وحققت الصورة عدداً كبيراً من علامات الإعجاب.
كما نشرت أحدي القنوات علي موقع الفيديوهات “يوتيوب”، المعنيّة بأخبار وحكايات وبعض اللقاءات النادرة لنجمات ونجوم الزمن الجميل، لقاء نادر أخير للفنان شكري سرحان قبل وفاته، وقامت بمحاورته وتقديم هذا اللقاء الفنانة الكبيرة صفاء أبو السعود، وتداول الروّاد والصحفات الفنيّة هذا المقطع النادر بكثافة. وحصد بعد تداوله عشرات الآلاف من المشاهدات .
شكري سرحان هو ممثل مصري ولد بمحافطة الإسكندرية لكنه لم يكن من سكانها فهو من قرية الغار بمحافظة الشرقية، ثم انتقل للعيش بحي الحلمية بالقاهرة. في مدرسة الإبراهيمية بدأ خطواته الأولى في التمثيل، والتحق بأول دفعات المعهد العالي للفنون المسرحية هو وشقيقه صلاح سرحان وتخرج في المعهد عام 1947. كانت بدايته الحقيقية في السينما مع فيلم (نادية) عام 1949، وبعدها قدمه المخرج حسين فوزي أمام الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف في فيلم (لهاليبو)، ثم اختاره المخرج الكبير يوسف شاهين لبطولة فيلم (ابن النيل) والذي يعتبر الانطلاقة الحقيقية له في مجال السينما.
امتدت مسيرته الفنية منذ عام 1949 وحتى 1994، وتنوعت أدواره بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وقد وصلت أفلامه إلى مائة وخمسين فيلماً، ما بين أفلام البطولة المطلقة والبطولة الجماعية، حتى قام بأدوار هامشية في ختام حياته الفنية، وهو ما جعله يتوقف عن التمثيل في نهاية حياته. حقق دوره في فيلم (رُد قلبي) نجاحاً ساحقاً، حيث نال عنه جائزة الدولـة الأولى في التمـثيل عام 1959. بالإضافة إلى الأفلام قدم أعمالًا إذاعية ومسرحية وتلفزيونية .
ومن أهم أعماله الدرامية مسلسل (بيار الملح، ملك اليانصيب، المشربية) بالإضافة إلى المسلسلين الدينيين (على هامش السيرة، محمد رسول الله). كان للمسرح نصيب من مسيرته حيث قام ببطولة 7 مسرحيات منها (سيرك يا دنيا، رجال الله، آه يا ليل يا قمر). حصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة الدولة الأولى في التمثيل عن فيلميه (شباب امرأة، اللص والكلاب)، بالإضافة إلى حصولة مرتان على جائزة أحسن ممثل أول عن دوره في فيلمي (الزوجة الثانية، النداهة)، كما حصل عن دوره في فيلم (ليلة القبض على فاطمة) على جائزة أحسن ممثل من جمعية السينما. هو يعتبر صاحب أكثر عدد من الأفلام في قائمة أفضل 100 فيلم مصري بعدد (15) فيلم، وهو رقم لم يصل إليه أحد ولم يقترب منه أي ممثل.