قليلاً ما يشاهد الجمهور العربي الفنان الراحل “صلاح ذو الفقار” وهو فى مرحلة متقدمة من العمر، فأغلب الجمهور يتذكر الفنان القدير وهو في أدواره عندما كان شاباً وسيماً، فربما لا يعرف الجمهور شكله في شيخوخته، إلا أنه ربما لم تختلف ملامحه كثيرًا وهو كهل كبير عن الصورة الذهنية لدى الجمهور عنه وهو شاب فالملامح تتغير؟
حيث أن أحد الحسابات الناشطة على موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب” خالف هذه القاعدة ونشر مؤخراً آخر لقاء للفنان قبل وفاته، حيث بدا فيها ووقد كسا الشيب رأسه، وبدت عليه علامات الشيخوخه، وركّزت التعليقات على شكله حيث رأى الكثيرون أنه تغير كثيراً منذ شبابه مقارنة بتلك المرحلة وحتى رحيله عن عالمنا 1993 م، وحقق المقطع عدداً كبيراً من المشاهدات وعلامات الإعجاب.
رحل صلاح ذو الفقار 22 ديسمبر 1993، بعد مسيرة فنية مازالت تنطق باسمه وتدل على شخصيته حتى اليوم، فهو ممثل منحدر من عائلة فنية فشقيقيه هما عز الدين ومحمود ذو الفقار اللذان تركا عملهما الأساسي واتجها إلي الفن مع شقيقهما صلاح ذو الفقار الذي خاض في البداية مجال الإنتاج كهاوى يبحث عن سبيل جديد.
فتخرج صلاح ذو الفقار فى كلية الشرطة، لكن الفن والتمثيل كان مثل النداهة بالنسبة له فترك مجاله الأساسى، وحقق نجاحا كبيرا من خلال أفلام الأبيض والأسود وكان فارسا من فرسانها الكبار فى فترة الستينات.
شكّل الفنان صلاح ذو الفقار ثنائيًا قويًا مع عدد من الفنانات، خاصة شادية وزهرة العلا اللتين تزوج منهما بعد حبٍ كبير لكنه انفصل عنهما لأسباب متفاوته؛ وتزوج بآخر زوجاته التى ظل معها لما يقارب من الـ 18 عاماً حتى وفاتها وأوصي عند موته أن يُدفن بجانبها.
امتدت مسيرة الفنان صلاح ذو الفقار الفنيّة منذ منتصف الأربعينيات حين منحه شقيقه الأكبر المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار فرصة لدور البطولة فى فيلم عيون سهرانة ومنها بدأت مسيرته الفنّية الحافلة، حتى وفاته فى لوكيشن تصوير (فيلم الإرهابي) مع عادل إمام عام 1993م عن عمر ناهز 67 عامًا، أثناء تصوير المشهد الأخير من الفيلم، حينما باغتته أزمة قلبية أنهت حياته.