رغم أن البكاء كمفردة لا تتكرر كثيراً في قاموس أغانيه التي ألهبت صبابة العشاق وعلمتهم السهر، ولم يسبق أن رأى أو سمع محبو فنان العرب محمد عبده دموعه على كثرة إطلالاته الإعلامية في تاريخه الطويل إلا نادراً، وإن حدث ذلك فإنه يأتي على سبيل المصادفة بلا موعد أو انتظار، فهو حتى عندما يتحدث عن اليتم والفقر ومأساة البدايات تشعر ببذخ اللحظة وهو يتمالك نفسه.
ومن اللقطات النادرة لدموع فنان العرب عندما خنقت صوته العبرة حين تسلطن في أغنية “شبيه الريح” للأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد على كوبليه: “تعبت الظلم واجحافك”، ولم يستطع الانتقال إلى الشطر الثاني من القصيدة رغم محاولته، الأمر الذي اضطره لتكرار “تعبت الظلم واجحافك” 11 مرة، تعببيرا عن حجم المعاناة، قبل أن يواصل بنفس الإحساس المؤلم.
المقربون من فنان العرب عزوا تلك الدمعة المختبئة في صوته إلى الفترة العصيبة التي كان يمر بها في حياته الزوجية التي انتهت بالانفصال. وصرح لاحقاً بأنه تعرض لضغوط عائلية كبيرة في تلك المرحلة، وكانت هذه الأغنية في مهرجان “صلالة “عام 2001، أما الأغنية الثانية التي انتشرت في تسجيل صوتي على العود فهي أغنية “مهما يقولون” من كلمات “أسير الشوق” التي أطلقها بصورة رسمية في حفلة لندن الشهيرة عام 1997، والتي عاد فيها للحفلات بعد فترة توقف دامت 8 أعوام، ويُظهر التسجيل الصوتي الذي يوحي بأنه كان مسرباً في الدقائق الأخيرة كيف حاول فنان العرب إخفاء نحيبه بذكاء، إلا أنه لم ينجح في تمالك دمعته التي سقطت على العود.
من حقه ان يَطَربَ وينطرب
فنان صاحب كلمه ولحن , غنائه لا تتمايل له الاكتاف ولكن تنشرح لهُ الصدور