أثار قرار الفنانة أمل حجازي ارتداء الحجاب واعتزال الفن التجاري، والاكتفاء بتقديم فن لا يتعارض مع حجابها، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا وأنها اكتفت بإصدار منشور اعلنت فيه قرارها، رافضة الرد على الاتصالات الكثيرة التي تصل إليها من الصحافيين، لمعرفة الدوافع التي تقف وراءه.
حتى الآن لم يصدر شيء عن أمل حجازي، غير الذي صرحت به على “انستقرام” بشكل رسمي، حول قرار ارتداء الحجاب والاعتزال، ولذلك بقي الكثير من علامات الاستفهام تدور في رؤوس الكثيرين، حول قرار مفاجىء لـ “فنانة لبنانية” بارتداء الحجاب، خصوصًا وأنّ ظاهرة الحجاب بين الفنانات منتشرة في الأوساط الفنية في مصر، وليس في لبنان أو سوريا مثلًا.
لكنّ أمل حجازي ليست أول فنانة لبنانية ترتدي الحجاب وتعلن أنها هجرت الفن، بل سبقتها إليه الفنانة نهاد فتوح ابنة الفنانة سعاد محمد، التي تزوجت مرة ثانية بعد طلاقها وأنجبت، وتعيش اليوم في الخارج.
نهاد فتوح هربت يومها من الاجواء الفنية ووجدت في الدين والحجاب ملاذًا آمنًا، والحقيقة الوحيدة الثابتة بعيدًا عن زيف الأضواء والشهرة والنجومية، في ظل المنافسة والمحاربات الفنية، مع أنها عرفت عزًّا فنيًّا لا يستهان به، عندما تخرجت من برنامج “ستديو الفن”، وأصدرت عددًا من الأعمال الضاربة .
أما بالنسبة إلى أمل حجازي، فإنّ من يعرفها عن قرب، لن يفاجأ بقرار حجابها واعتزالها العمل الفني. فهي لطالما تعاملت مع الفن، ومن خلال تصريحات كثيرة لها، على أنه مجرد هواية، مع أنها كانت في فترة من الفترات منافسة شرسة للفنانة إليسا، حتى أنهما كانتا تتصارعان دائمًا على المرتبة الأولى نجوميةً ونجاحًا.
ويُعرف عن أمل حجازي أنها تنتمي إلى أسرة محافظة، ومتديّنة، والحجاب ليس بعيدًا عن أفراد عائلتها، وهي كانت تعيش قبل زواجها مع والدتها في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية، حيث يعيش معظم اخواتها، وكانت أمل متعلقة كثيرًا بوالدتها، التي كانت غير راضية تمامًا عن عملها الفني، وهي تأثرت كثيرًا بوفاتها . كما يُعرف عن أمل تكفّلها لطفلة يتيمة اسمها نور، تحملت مسؤولية دراستها وتربيتها وتعليمها، والاهتمام بكل تفاصيلها، وهي أصبحت كأخت لولديها “لارين وكريم”.
كما خاضت أمل حجازي مشاكل عدة مع “روتانا” كانت السبب في تعثّر خطواتها الفنية، والابتعاد عن الساحة، خصوصًا وأنها كانت ملتزمة معها بعقد فني، ولكنّ أمل لم تكن تتحدث عن هذا الموضوع إلا عندما طفح الكيل، حيث أشارت في اطلالة تلفزيونية لها، أنّ مشاكلها مع “روتانا” كانت السبب في ابتعادها عن الفن.
وتعرضت أمل حجازي قبل أعوام قليلة لنكسة صحية قاسية، تركت أثرها السلبي على نفسيّتها، ولكنها تجاوزتها وشُفيت منها.أمل قالت حول قرار اعتزالها إنّ الله استجاب لتضرّعها، وساعدها على التخلص من صراعها بين الفن والدين، والوصول إلى الهداية الكاملة، حيث وجدت سعادتها الحقيقية كما قالت.