نشرت صورة أثارت غضب البيئة الحاضنة للنظام السوري في اللاذقية وريفها، للمطرب الشعبي السوري، علي الديك، وهو من أنصار رئيس النظام السوري الذي عرف عنه أنه “مطرب العائلة” كونه غنى أيضاً، لماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري. وغنى بصفة عامة لآل الأسد، كعائلة، كما ورد في مواويله وأغنياته.
سبب غضب البيئة الحاضنة التي سلف ذكرها، أن علي الديك، وهو مطرب شعبي من المنطقة الساحلية، أن الصورة التي ظهر بها تعكس حياة مرفهة وثرية، عبر ماتعكسه من أصناف طعام متعددة مليئة بأنواع البروتينات. خصوصا أن صفحات التواصل الاجتماعي التي نشرت الصورة، نشرت الى جوارها صورة لجنود تابعين للنظام وهم في حالة رثّة.
غنى لفقراء الجبال.. ثم لبشار وماهر
علي الديك في الأصل، من احدى قرى محافظة اللاذقية، واشتهر بالمواويل التي تنقل بيئة الفلاحين والفقراء في أعالي الجبال. ومن أشعر أغانية “طل الصبح ولك علوش سبقونا الحصادة”. وهي أغنية تنقل عالم الفقر والعوز لدى أهالي بعض قرى النائية والعالية والمختفية في أدغال الجبال، هناك.
وقد كانت هذه الأغنية مؤثرة الى درجة أن بعض المسؤولين السوريين المتحدرين من ريف اللاذقية وجبلة، قد طلب عدم سماعها مرة أخرى! فلقد رأى بها تذكيراً “بماضٍ أليم قاس” كونها تتحدث عن أبناء المنطقة الساحلية في وقت سابق “أيام الفقر والاحتياج” والى درجة أنه قال: “أنا أتشاءم من هذه الأغنية”.
إلا أن هذه الأغنية لاقت رواجاً كبيرا في أوساط سوريي الساحل، وبعض سوريي المحافظات الأخرى، وعرفت الأغنية في لبنان على صعيد واسع.
تقرّب علي الديك، من آل الأسد، خصوصا بعدما حقق شهرة بين الناس وأصبح معروفاً، وغنى لبشار ثم غنى لشقيقه ماهر في موال شهير موجود على يوتيوب. وأصبح منذ بداية الثورة السورية، مطرباً لرئيس النظام السوري ومطرباً لجيشه، حيث يحيي الحفلات في أوساط العساكر، ويغني لهم المواويل والميجنا والعتابا، مادحاً بشاراً وشقيقه ماهر.
فاستقبله بشار الأسد. ويقال إن علي الديك غنى له في القصر الجمهوري موالاً من مواويله.
الآن، انقلبت البيئة الحاضنة للنظام السوري، على علي الديك. فقد ظهر في الصورة وهو يحيا حياة مرفهة.
القصة ليست رمّانة بل قلوب “مليانة”..
وسبق أن هُوجم الديك بسبب حفلة استراليا لأنه “لم يدافع عن العلم السوري” النظامي، حيث قام بعض أنصار المعارضة السورية الحاضرين في الحفلة، برمي علم النظام على الأرض لأن عليه صورة لبشار الأسد أيضاً، كما قال متعهد الحفلة على وسائل الاعلام.
تذكر المصادر أن التململ في أوساط البيئة الحاضنة للنظام السوري، ليس مرده صورة الطعام العامر التي يجلس اليها الديك وشقيقه وبعض الضيوف، بل التململ سببه في الأصل هو “سياسة النظام مع طائفته” حيث يرميها “في أتون مقاتلة المعارضة السورية” ثم يحرم الجنود “من أبسط مستحقاتهم التي إما تسرق في المؤسسات العسكرية أو يستولي عليها مقربون من الأسد ويحققون ثروات طائلة من ورائها”.
وتنقل مصادر من المنطقة أن بيئة الأسد الحاضنة وصلت الى درجة من الاستياء لم يعد “يهم معها سواء بقي بشار أم ذهب” خصوصا أنهم ذهبوا “ضحية سياساته التي استعملتهم فيها ثم إما قتلوا أو أصيبوا بعاهة دائمة”. فما هو الفارق “إذا بقي بشار أو ذهب” وفوق كل هذا تتحول بطانته، “والتي منها علي الديك” الى “أثرياء بيئة حاضنة للاسد اعتاشت على حساب الفقراء الذين غنى لهم والآن يفعل كالنظام: يدفع بالآخرين للقتال دفاعاً عنه ثم يحيا هو واسرته حياة كريمة مرفهة”.
من هنا، تؤكد المصادر العارفة بالشأن المناطقي، أن غضب البيئة الحاضنة للنظام السوري من صورة علي الديك – مطرب آل الأسد – هو في الأصل استياء من بشار نفسه الذي عزلهم أو رمى بهم لقتال المعارضة السورية. وبعد كل هذا، تقول الأصوات المستاءة من الأسد، يأتي “الجنود الروس ويتناولون أفضل الطعام ويعيشون في أفضل المعسكرات”. بينما نحن “بالكاد نستطيع أن نأكل البطاطس المسلوقة”.
بيئة حاضنة مابين القتل والعجز.. وبطانة ثرية
يشار الى ان المطرب علي الديك، ومنذ بداية ثورة السوريين على الأسد، أصبح ضيفاً مرموقا لدى أي فرد من عائلة الأسد، وقد كان صديقا لهلال الأسد الذي قتل على يد المعارضة السورية في وقت سابق، وأصبحت أغنياته تبث في الاذاعة الداخلية للفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، خصوصا الموال الذي يغني فيه لماهر.
وقالت بعض التعليقات على صورة المائدة العامرة التي يجلس اليها الديك، إنها ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي نرى فيها “أثرياء حرب الأسد يتنعّمون بمال السوريين”، بينما أنصارهم إما مقتولون أو مصابون بعاهة دائمة أو يقاسون الحرمان الذي تسبب به آل الأسد، بسبب استيلائهم وسرقتهم للاقتصاد السوري.
من هنا تقول المصادر، إن زيارة أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام الى المنطقة الساحلية، كانت “لمعالجة” الاستياء الذي بدأ يضرب بيئة زوجها الحاضنة، خصوصا أنهم يرون بطانته مرفّهة، كحالة علي الديك، بينما هم إما بين القتل أو العجز الدائم أو الحرمان المدقع.
يذكر أن الصفحات التي سبق ونشرت الصورة مع تعليقاتها التي نالت من النظام ومن المطرب نفسه، قد سارعت الى حذف الصورة بعدما انهالت التعليقات التي تنال من النظام ومن المطرب ومن رموز النظام بشكل عام.