يُعتبر الممثل خالد سامي الشهير بشخصية #أبو_رويشد أحد القلائل الذين يجيدون صناعة #النكتة في الدراما و #المسرح المحلي من أقصر الطرق، فعند الحديث معه يستطيع عبر المساحات الضيقة للحوار وبسرعة بديهة وبلا تكلف أو إسفاف أن يهديك ابتسامة عميقة لا تستطيع معها تقطيب حاجبيك، تعلّق بـ #الفن وصناعته في سن مبكرة من حياته ترك على إثرها وظيفته الحكومية، ورغم مزاجيته المتناهية إلا أنه يرى أن آفة #الدراما في أي مكان في العالم هي “السلق” – يقصد الاستعجال بدون جودة وإتقان في المحتوى.
دراما وأغنية
أكد #خالد_سامي أن انتشار #الدراما_السعودية وتسويقها على القنوات الخاصة ساهم في وصول #اللهجة_السعودية إلى مختلف الدول العربية، قائلاً: “المشاهد العربي عندما يرى #السعوديين يتبادر إلى ذهنه #طاش_ما_طاش لأنه تجربة مؤثرة وعميقة في تاريخ الدراما الإقليمية”. وبيّن أنه أثناء التصوير خارج #السعودية يلتقي بجمهور يذكر له مفردات سعودية بحتة.
ويُعتبر خالد سامي مع الفنان #سعد_خضر من أوائل المنتجين الذين اقتحموا الدراما العربية فأنتج وشارك في مجموعة من الأعمال أشهرها #الدنيا_حظوظ الذي جمعه بالنجوم ناصر القصبي وحسن حسني وحيد سيف والمطرب راشد الماجد في 1994، وكذلك عمله كمتعهد للحفلات الغنائية بالقاهرة لمدة 14 عاماً ورتب حينها عددا من #الحفلات لنجوم ا#لأغنية_السعودية. وكشف خالد سامي أن في منزله تم اللقاء الأول بين الفنان عبدالمجيد عبدالله والملحن صالح الشهري.
مفارقات رحلة لبنان
وفي سياق حديثه عن اختلاف #اللهجات بين الدول العربية روى سامي لـ”العربية.نت” قصة طريفة لم يفصح عنها للإعلام مسبقاً، وذلك عند انتقاله وهو في سن صغيرة من محافظة #عيون_الجواء (شمال غرب منطقة #القصيم ) إلى مدينة “الشويفات” في جبل لبنان، وقال: “سافرت إلى #لبنان وأنا في سن صغيرة ويومها الإعلام لم يكن منفتحاً كما اليوم واللهجات بين البلدان غير منتشرة، ودخلت مدرسة “الشويفات” الابتدائية وهي كانت كنيسة ثم تحولت إلى معهد تبشيري”. وأضاف: “جئت إلى المدرسة وأنا في رابع ابتدائي ورجعوني إلى أول ابتدائي لعدم اقتناعهم بموادي، فأمضيت أول سنة لا أعرف #لهجة الطلاب ولا يعرفون لهجتي. وأمضيت عاماً كاملاً لا أتحدث مع أحد ولا يتحدثون معي، بل في إحدى المرات كنت أتكلم مع أحدهم وعصّبت بـ #اللهجة_القصيمية، فتجمع الطلاب واستأنسوا على لهجتي وقالوا: أيوة كمّل إحكي لنا إفرنجي. كانوا يرونها لهجة غريبة عليهم مثلما كنت أراهم كذلك”.
وأوضح أن سفره إلى لبنان جاء بطائرة الإخلاء الطبي بسبب مرضه لأنه كان يعاني يومها من ثقب في الأذنين ورمد في العينين وديدان في البطن.
وعن مدى شعوره بالغربة وهو في تلك السن، ذكر خالد سامي أن الدراسة في لبنان لا يوجد فيها عقاب شديد للطلاب مثل مدرسته في “عيون الجواء” لذا كانت ممتعة، وقال ضاحكاً: “عندنا في الديرة كان المدرس يرميك بطاولة على الغدة الدرقية ما عنده مشكلة، بس هناك كان الوضع هادي شوي، وكان ينادوني خالد السعودي، وعشاني التزم الصمت يفتكرون إني عاقل”.
ومن المواقف التي لا ينساها أنه في إحدى المرات سأل المعلم الطلاب: “من منكم لم يكتب الواجب.. فوقفت أنا وطالبان معي. وعندها قال لنا المعلم (ياعيب الشوم عليكم) التفت إليهما ووجدتهما يبكيان، فاستغربت لأن الكلمة لم تلامس إحساسي”. ويكمل: “أيضاً في مرة من المرات كسرت لمبة عند مكتب المدير، واسمه شارل سعد، وعندما سألت الإدارة: من اللي كسر اللمبة يا شطار؟ رفعت يديني.. وصفقوا لي”.
وعند سؤاله عن درجاته في المدرسة، ذكر خالد سامي ضاحكاً أنه في أول سنة دراسية رسب “في 13 مادة من أصل 12″، وأضاف: “جبت النتيجة لوالدي وعندما رآها قال يخرب بيتك أنت ساقط حتى في الفسحة!”.
وحول دراسته الدينية في معهد #الشويفات، ذكر خالد سامي أن مدرس الدين في المعهد مسيحي الديانة وكان يحفظ المعوذات فقط، وتابع: “عندها أخبرته بأنني أحفظ 3 أجزاء (عم وتبارك وعبس) فأخبرني بأنه لن يتدخل في دراستي وحفظي وطلب مني التعلم الذاتي”.
من الشريعة إلى هوليوود
ومن المفارقات التي مر بها خالد سامي، أنه بعد عودته من لبنان طلب منه والده الالتحاق بجامعة الإمام إلا أن الجامعة لم تقبله لعدم اقتناعهم بالمواد التي درسها فسافر إلى #دبي ودرس في تخصص الشريعة لمدة سنة، ثم التحق بـ #معهد_الفنون في #الاسكندرية لدراسة البكالوريوس وأمضى هناك 7 أعوام. وعن هذا الموضوع قال: “لم أكن طالباً كسولاً، بل خوفي من العودة إلى #الرياض كان سبباً في إطالتي أمد الدراسة نظراً لأن والدي كان ينتظرن أن أتخرج حتى أتفرغ لجمع إيجارات الشقق التي يملكها، وهذا الأمر لم أكن أستطيع عليه خاصة وأنني في تلك الفترة كنت قد بدأت التمثيل في #مصر”.
وأوضح خالد سامي أنه بعد الاسكندرية سافر إلى أميركا لنيل درجة الماجستير وتحديداً في ولاية كولورادو حيث مر بدورة تأهيل في استوديوهات “يونيفيرسال” قبل الالتحاق بـ #هوليوود في لوس انجلوس لدراسة #الإخراج.
تجاهل الترفيه
بعد هذه الرحلة الطويلة، يعيش اليوم هو وبعض نجوم الدراما السعودية حالة بطالة بسبب عدم وجود زخم إنتاجي. وفي هذا السياق، كشف خالد سامي: “ذهبت مؤخراً إلى #هيئة_الترفيه لأعرض عليهم #مسرحية اسمها “داعس والغبراء” بميزانية 200 الف ريال، فرفضوا الرد علي أو استقبالي، وسمعت بأنهم أحضروا طارق العلي بـ500 ألف ريال، عدا الامتيازات الأخرى”. وأضاف: “لدي عمل مجاز من #التلفزيون_السعودي إلا أنه لم يتم تعميدي مالياً أيضاً. وأتمنى من معالي الوزير النظر في ذلك، فنحن #فنانون نخدم #تلفزيون بلدنا ولنا الحق أن نعمل في وطننا ولا نستحق هذا التجاهل”.
ماذا تقول أنت؟