رغم أنه تزوجها منذ 40 عاماً بالتمام والكمال وكان أكثر الأزواج حباً وإخلاصاً لها إلا أن عدسات المصورين وأقلام الكتاب والصحافيين تناسته خلال جنازة سيدة الشاشة العربية، وظلت تبحث كثيرا عن ابنيها وزوجها السابق عمر الشريف وتنقب عن أي معلومة أو صورة خاصة بهم بينما اكتفى هو بالصمت والبكاء حزنا ولوعة على فراق حبيبته التي عاش معها قصة حب خالدة.
الدكتور محمد عبد الوهاب أستاذ الأشعة بكلية طب القصر العيني أشهر وأكبر وأعرق كليات الطب في مصر، وزوج سيدة الشاشة العربية كان مثالا للزوج المحب العاشق المخلص الذي أحبته فاتن حمامة من كل قلبها عاش معها حياة هادئة ناعمة رومانسية خالية من المشكلات ورافقها حتى مماتها وودعها حتى قبرها.
لم تتحدث فاتن عن قصة زواجها من عبد الوهاب ولم تسلط وسائل الإعلام الضوء عليها وربما لهذا السبب كانت علاقة الزواج بينهما ناجحة ومستقرة قائمة على أساس متين من الحب والاحترام والود فلم يغر الدكتور عبد الوهاب من شهرة زوجته ولم تشعره هي أنها تفوقه شهرة بل كانت تكن له كل التقدير والاحترام والإخلاص.
عبد الوهاب أحب فاتن حبا شديدا، حتى إنه في فترة مرضها كان يجلس تحت قدميها ممرضا وملبيا لطلباتها ولم يتركها لحظة واحدة – وفقا لرواية الفنانة الكبيرة سميرة عبد العزيز – بل كان لها نعم الزوج والأخ والصديق والابن البار.
وقالت عنه الفنانة الراحلة في حوار قديم لها “محمد من أشهر الأطباء في مصر، وأكثرهم نجاحًا وتميزاً، وله إنجازات طبية يشهد لها، وقد جذبني نحوه إنسانيته الشديدة، فضلا عن أنه مهذب ومحترم جداً، ونحن والحمد لله متفاهمان جدًا في حياتنا ومنذ أول يوم اتفقنا فيه على الزواج اتفقنا أن تكون حياتنا الخاصة ملكاً لنا فقط والحمد لله طبقنا هذا”.
وأضافت “رغم مشاغله الكثيرة إلا أنه يحب الفن والموسيقى جداً ويعشق المسرح، ودائماً يشاركني الرأي فيما يُعرض عليّ من أدوار وأستفيد برأيه وأعمل به”.
عبد الوهاب غمرته الفرحة الشديدة عندما حصلت الفنانة فاتن حمامة على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة العام 1999، وجائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين العام 2000، ووسام الأرز من لبنان 2001، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية العام 2001، كان يرى في نجاح زوجته نجاحا له وكان يساعدها على ذلك فهو يرى أن الزواج علاقة حب متبادلة وطالما تحب زوجتك فلا بد أن تحب لها النجاح.
ظهر عبد الوهاب وهو برفقة الجثمان داخل المسجد وكان في حالة سيئة حزناً على فراق شريكة الدرب التي عاش معها أربعين عاما ورحلت عنه لتتركه وحيدا مع الذكريات وملتاعا يواجه ألم الفراق.
رجل عظيم، يكفي أنه تحمل غلاطة البعض في الوسط الإعلامي والفني واللي كانو بيتكلمو عن فاتن حمامة والشريف دون مراعاة لمشاعره.
الله يرحم سيدة الشاشة المصرية ويعفو عنها وعنا.