حوار هادىء خالٍ من التصاريح الدسمة، جمع الفنانة نانسي عجرم بالإعلاميّة وفاء الكيلاني في برنامج “تخاريف”، الذي أخرج كل ما في جعبته في الحلقة الأولى مع الفنان وائل كفوري، وبعده باتت كلّ الأسئلة متوقّعة، وبات ضيوفه أشبه بطلاّب يعرفون مسبقاً أسئلة الامتحانات ويحضّرون أجوبتهم سلفاً، ما أفقده عنصر المباغتة والمفاجأة، عدا عن أنّ الحلقات تسجّل قبل العرض بأسابيع، ما يفقده عنصر الديناميكيّة.
نانسي التي بدأت هادئة في الحلقة، أعدّت أجوبتها بعناية، كما أن وفاء حوّلت الجلسة إلى جلسة ظريفة بعيداً عن المناكفة.
ففي سؤال عن السعادة، اعتبرت الفنانة أنّ السعادة هي القناعة، وأنّها سعيدة بنسبة 80 بالمئة. ورغم هدوئها قالت إنّ الجنون حالة تنتابها في لحظات الفرح الشديد أو الغضب الشديد. سألتها وفاء عن المسؤولية في حياتها، وعادت بها إلى أيام الطفولة عندما كان عليها أن تغنّي في الليل، وتذهب إلى المدرسة في الصباح فقالت “المسؤولية رافقتني منذ كنت طفلة، عندما كنت أصعد إلى المسرح في عمر الثامنة، كان والدي يقول لي عليكِ أن تدفعي الناس إلى التصفيق، كنت أسأله كيف؟ يجيب لا أعرف. كنت صغيرة غارقة بالبروفات والدرس والمسؤوليات الكبيرة.”.
وعمّا إذا كانت غاضبة من والدها لأنّه حرمها من أن تعيش طفولةً طبيعية قالت “المسؤوليّة التي حمّلني إياها جعلت منّي نانسي عجرم، كان يرى فيّ أموراً يريد أن يراها الناس ولم يفكّر بأمورٍ أخرى”.
“ما نسبة التفاهة في شخصيتك؟” سؤال غريب طرحته وفاء على ضيفتها، التي باغتتها بجواب أكثر غرابة “بالطبع ثمة نسبة تفاهة في شخصيتي وهذا أمر أحبّه، حتى لو لم توجد التفاهة بعفوية، أحاول أن أكون في مكانٍ ما تافهة بمعنى لا مبالية”.
نانسي تحدّثت عن علاقتها بالآخرين، وقدرتها على تقييم الناس من النظرة الأولى قالت “لديّ قدرة على قراءة الناس من الانطباع الأوّل، لكن أحياناً لا أقرأ بعض الناس بصورة صحيحة، ويتمكّنون من خداعي”.
وأكّدت نانسي أنّها لا تكره من يخدعها لكنّها تغضب من نفسها لأنّها أعطته الثقة. وقالت إنّ خلف وجهها البريء ثمّة قوّة قد تدفعها إلى استخدام مخالبها عندما يتعلّق الأمر بأولادها أو بأي ولد يتعرّض للظلم.
وفي سؤال حول ما إذا كانت مندفعة أم عقلانية، وصفت نانسي نفسها بالمندفعة وقالت “أتصرّف ثم أفكّر، وأحياناً أندم على مواقف تسرّعت فيها.”.
واعترفت نانسي بأنّها لا تستطيع أن تمثّل المحبّة على أحدٍ لا تطيقه لمصالح شخصية، وأكّدت أنها تخاف من المجهول ومن المستقبل. كما قالت إنّها لم تتعرّض للتحرّش في الطريق العام، وإنّها في حال تعرّضت للتحرّش تحاول ألا تقحم زوجها كي لا تفتعل مشكلة لأنّها لا تستطيع تخمين ردّة فعله، وتحلّ الأمور بطريقتها.
وقالت نانسي إنّها كفنانة لا تملك عقليّة حسابيّة، وإنّ مدير أعمالها هو من يتولّى حساباتها فيما يتعلّق في الفن، بينما يتولّى زوجها حساباتها في حياتها الشخصيّة. وتحدّثت نانسي عن الضجّة التي أحدثتها “قضية الحليب” في المغرب، وقالت إنّها في العادة تتجاهل الأمور المفتعلة التي لا أساس لها من الصحّة، ولا تردّ إلا إذا كان ثمّة بلبلة كبرى جداً.
وتابعت “في قصّة الحليب لم أتعمّد أن أردّ لكن عندما ردّيت رديت بناءاً على سؤال، لأنّ الموضوع أخذ الكثير من الضجّة التي لا يستحقها، لأن ثمّة من يكره أن يرى الآخرين ناجحين ويسعى إلى خلق بلبلة حولهم”. وعن الصداقات في الوسط الفني قالت “لا أصدقاء مقرّبين لديّ في الوسط الفني. لكن لا وجود للأعداء في هذا الوسط”.
هل تنفع حياتها قصّة لفيلم قالت “حياتي ليست فيلم دراما، لكنها ليست سهلة، فيها قرارات وتعب وسفر وإصرار.”. نانسي تحدّثت مطوّلا عن قصّة حبّها لزوجها وقالت “حتى القلب يجب أن يكون لديه عينان وعندما أحب أحب من قلبي وأعطي من قلبي. الحب أعمى لكنّي أرى الأخطاء”. وتابعت “أذكر اللحظة الأولى التي أحببت فيها فادي، قصدته لأصلح أسناني، ولم أكن أعلم أنّه وسيم فأخبرته أنّه وسيم، وأثّر فيه هذا الأمر”.
واعترفت نانسي أنّها غيّورة بطبعها وقالت “أنا أغار لكني لا أخنق شريكي. أسأله الكثير من الأمور لأرتاح وأتأكّد رغم أنّي لا أشك به. المرأة تشعر كثيراً بزوجها، وعندما تشعر أن ثمّة غلط يتحوّل السؤال إلى شك، لكن بعض الأسئلة نابعة عن اهتمام وليس عن شك”. وعن علاقة المرأة المستقلّة بزوجها قالت “أحب أن أكون تحت جناح زوجي الأمر يشعرني بأنوثتي بالنهاية القرار النهائي للرجل، ومن الجميل أن يكون للمرأة قراراتها لكن بالمشاركة”.
وعن قراراتها الفنيّة قالت “أشارك فيها جيجي مدير أعمالي وليس زوجي، أحياناً أستشيره وهو يعطيني رأيه بموضوعية لكنّي لا أشعر أنّني مرغمة على إخباره بقراراتي الفنية. قد أقبل بإعلان وأخبره لاحقاً”. نانسي قالت إنّ زوجها دقيق الملاحظة “هو في العادة يلاحظ تفاصيلي، مرّة غيّرت لون شعري ولم يحبّه وطلب منّي تغييره، فغيّرته على الفور”.
وعن علاقتها بابنتيها قالت “أشعر أنّني مقصّرة تجاه أولادي عندما أسافر حتى لو مدّة قصيرة. أمي تساعدني لكن شعور الذنب موجود. في بعض الأحيان كنت أضطر للغياب عن مناسبات مدرسيّة مع أنني أخطّط أن أكون موجودة في المناسبات المدرسية، لكن ثمّة تواريخ لا يمكننا التحكّم بها وهذا الأمر كان يؤلمني.”. وعن وصيتها لأولادها قالت “أوصيهم عندما أكبر أنا ووالدهم أن يهتموا بنا لأنّ إهمال بعض الأولاد لأهلهم يستفزني”.
نانسي وجّهت نصيحة لمدير أعمالها قائلة “أقول له قلّل من غضبك لأنّه ينفعل كثيراً على الناس”. وعن السبب الذي يجعلها تنأى بنفسها عن السياسة قالت “الفنان لكل الناس وليس لفئة معينة، وأنا لا أتحدّث في السياسة ليس خوفاً وليس لأنّي لا أفهم، أنا لا أريد أن أفهم، كما أنّني مللت وتعبت”.
نانسي فجّرت مفاجأة بقولها إنّ والدها كان يتركها تقود السيارة عندما كانت طفلة وقالت “لا أعرف كيف كان والدي يعطيني السيارة لوحدي في عمر الثانية عشر وأعتقد أن المرأة تقود أفضل من الرجل”.
وعن باص المشاهير الذين تختارهم للركوب معها قالت “عادل إمام لأنه يزرع البسمة أينما وجد، أحلام صوتها عالٍ ويصل، أختار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لأن حساباتنا مضمونة معه، راغب علامة لأنّه خبرة فنية كبرى، كاظم الساهر لأنّه صوت العقل، فادي رعيدي لأنّه يضحكني، غي مانوكيان الموسيقي الذي يشيع جواً جميلاً، إليسا لأنّي أحب صراحتها، تامر حسني لأنّه ظريف، حسين الجسمي لأنّي أحبّ إحساسه، ووفاء الكيلاني لتكون الحكم علينا”.
نانسي التي تعيش تحت الأضواء قالت “تمرّ عليّ أيام لا أحبّ فيها أن يراني أحد. أرغب أحياناً أن أقوم بأمورٍ أحبها ولا أجرؤ على القيام بها أمام الناس لكنّي لا أستطيع لأن الناس يصوّرونني باستمرار. أحب أن ألبس مايوه وأسبح مع أولادي بحريّة ونبني قصراً من الرمل بعيداً عن أعين الناس”. نانسي اعترفت بأنّها تخاف من الموت، وأنها مرّنت نفسها لتتقبّل أنّه حق على الجميع، وقالت “أفكر بالأشخاص الذين يحبونني وسوف يشتاقون إليّ. لكني أفضّل الموت على العجز. بل أنا مع الموت الرحيم إذا وصلت إلى مرحلة من العجز يربك المحيطين بي لأنّي لا أحب أن أكون عبءاً على أحد”.
أؤمن ان الموت والحياه بيد الله سُبحانه وحده لكن داخلياً اتعاطف مع الموت الرحيم لا أشجعه عليه ولا ارفضه
سامحنا يا رب
صعب يشوف الواحد شخص عزيز عليه يتألم وهو عارف ما له علاج ومسالت وقت ويموت ولكن يعيش عذاب كبير