قبل حلول شهر رمضان المبارك علينا في 6 يونيو المقبل وقبل أن تُتاح لنا الفرصة للتعرّف أكثر على أدوار الممثلين والممثلات التي بتنا نعرف القليل عنها وبالتالي على القصص التي سيقدّمونها في المسلسلات التي لا يزال يتم تصويرها حتّى الساعة بشكلٍ دؤوب وعملٍ متواصل، لا يمكننا أن نتجاهل أبداً الأهمية التي توليها شركات الإنتاج لتترات تلك المسلسلات والتي، وفي صدد الترويج والتسويق لها، تحاول التعاقد مع أهم الفنانين والفنانات لتولّي تلك المسؤولية الكبيرة.
فمن المعروف جيداً أنّ لتلك الأغاني تحديداً دوراً فعالاً وأساسياً في جعل ذلك العمل يتصدّر على غيره المراتب الأولى عند المُشاهد حتّى قبل عرضه وبالتالي أن يدخل إلى القلب بسرعة وإسهاب ومن دون أي تكلفة أو مبالغة، هي أغاني يلجأ المنتجون إلى وضع اللمسات الأخيرة عليها والإنشغال بها من خلال عرضها على أكفأ وأبرع النجوم وأجملهم صوتاً لتأديتها، وذلك مقابل أجورٍ من المعروف أنّها لا تتعدّى المليون جنيه.
لكن يبدو أنّ الوضع كلّه تغيّر هذا العام وانقلب وتبدّل لأنّ تلك الأجور تحديداً أصبحت خيالية وارتفعت إلى أرقامٍ ونسبٍ لم يكن يتوقعها أحد، وهذا ما نشهده تماماً مع كل من النجمة اللبنانية نانسي عجرم والفنانة المصرية شيرين، اللتين قرّرتا هذا الموسم كسر الأرقام القياسية المعتادة وطلب مبالغ هائلة تخطّت تلك التي سبق أن طالب بها زملاء لهما في الوسط الفني خلال السنوات الماضية، وذلك مقابل تأدية تترات كان من الممكن أن يؤدّيها أحداً غيرهما.
بالنسبة لصاحبة أغنية “آه ونص” التي احتفلت بعيد ابنتها إيلا في نهاية الأسبوع، يذكر أنّها تفاوضت مع الشركة المنتجة لمسلسل “وعد” الذي تلعب فيه دور البطولة الممثلة مي عز الدين على مقابل مادي وصل إلى 200 ألف دولار، الأمر الذي لم تستطع الشركة رفضه بخاصة وأنّ تترات نانسي عادةً ما تكون الأنجح في المسلسلات المصرية، أضف إلى أنّ مي أرادت أن تعيد التجربة معها هي تحديداً بعد أن اختبرتها العام الماضي مع مسلسلها “حالة عشق”.
أما شيرين فأطلقت العنان لنفسها وطلبت مبلغاً خيالياً وصل إلى 400 ألف دولار أي ما يعادل 3 ملايين جنيه لتتكفّل بغناء تتر مسلسل “الخانكة” الذي تلعب فيه دور البطولة الممثلة غادة عبد الرازق، مع الإشارة إلى أنّ شيرين أصرّت على استلامها تلك الأموال بالدولار مع أنّ العملة التي يتم التعامل بها في سوق الغناء والتمثيل في مصر هي الجنيه.
ويبدو أنّ الشركة المنتجة وافقت على هذه الإجراءات كلّها نظراً لتمسّك البطلة بصاحبة أغنية “آه يا ليل” التي تشكّل لها على ما يبدو مصدر حظٍ تستند إليه لإنجاح مسلسلها، هي التي سبق أن اختبرت أيضاً الأمر نفسه عندما غنّت لها تتر مسلسل “حكاية حياة” في شهر رمضان عام 2013، مع العلم بأنّ هذه الأغاني تحديداً هي من العناصر التي يراهن عليها المنتجون في الدراما الرمضانية لأنّها تساهم في جعلهم يجنون مكاسب مالية ضخمة من خلال شركات الأجهزة المحمولة التي تقوم بشراء التترات الناجحة لبيعها للجمهور عن طريق خدمات مدفوعة.
رزق الهبل ع المجانيين