سامر المصري:
هذه فاجعة وليست خبرا… فأن يموت رجل بعظمة وقيمة الأستاذ عبد الرحمن آل رشي فهذا مؤشر سلبي على مستقبل الهمم والقمم. إذا نظرت له من باب الأبوة أراه أبي، وإذا نظرت له من باب المهنة فهو أستاذي، وإذا نظرت له من باب المجتمع فهو مجتمع بحد ذاته. لا أصدق أنه مات، لا اصدق أنني لن اراه بعد اليوم… لا اصدق إلا أن حظنا سيء، واننا بتنا نعمل فقط في تعداد أسماء الراحلين الكبار. الله يرحمك يا كبير… يا زعيم.
هذا أسوأ خبر يمكن لي أن اسمعه، ليس في هذا اليوم، بل في السنة كلها أو في حتى في العمر. أن يتوفى إنسان فهذا أمر مقدر من عند الله، لكن أن يكون الراحل هو أبو الدراما السورية والفن الجميل، فهذا ما لا يمكن هضمه بسهولة. ابكي الآن وأستذكر أهم المراحل التي مررت بها وكان أستاذي الكبير حاضرا إلى جنبي، يساعدني ويوجهني إلى حيث يجب ان يكون المسار. هذه خسارة كبيرة تضاف إلى الخسائر التي تعرضنا لها بالاسماء التي رحلت قبل الكبير أبو محمد. الله يتغمدك برحمته يا عظيم.
هذا أسوأ سيناريو نعيشه في الدراما السورية، أن ندفن كل فترة اسما ورمزا من اسماء ورموز الحركة الفنية والفكرية في سورية. إنه نزيف لا يتوقف، واليوم نصل إلى مرحلة نفقد فيها من لا يمكن أن يصدّق رحيله. أسأل نفسي: هل فعلا رحل عبد الرحمن آل رشي؟؟ كل عبد الرحمن آل رشي؟؟ ألم يبق منه شيء نستزيد به في القادمات؟؟ أمر مخيب وخبر صادم والعوض على الله. الله يرحمك يا استاذنا ويجعل مثواك الجنة ونعم االمصير.
في هذا اليوم تحديدا كنت مستعدا لسماع أي خبر مهما كان سيئا لأن الظروف باتت سلبية بالمطلق… إلا هذا الخبر فهو أكبر وأكثر سوادا من الخبر السيء بذاته. كان أبا ومعلما وناصحا ومرشدا ومحرضا على الإبداع في كل رحلته مع الدراما. نفتقده اليوم كما افتقدنا من قبله كثيرون.. لكن حسبنا انهم قدموا ما عليهم، وبأننا استفدنا منهم واستفادت الأجيال التي عاصرتهم والأجيال التي ستأتي لاحقا وتقرا عن مآثرهم. الرحمة كل الرحمة لفقيد كل بيت سوري… عبد الرحمن أبو محمد.
أحيانا يكون الخبر كارثة وعند ذلك لا يعود خبرا. ما سمعته لا يمكن تصوره لا بالواقع ولا بالخيال أو بالذهن. كان عبد الرحمن آل رشي أستاذ الجميع وكان صوته موزعا للجميع بالتساوي. خدم كل الأجيال. جيله والجيل التالي والثالث، جيلنا، وحتى الجيل الجديد. لم يترك سؤالا إلا واجاب عليه. كان قوي الشخصية حاد الصوت، لا يخشى شيئا لأن ثقته بنفسه كانت جواز سفر له في الحياة التي توقفت عنده اليوم. الرحمة عليك يا أستاذ… سنشتاق إليك كثيرا.
طارق مرعشلي:
تلك هي اللوعة وذاك هو الغم.. لا شيء بات طبيعيا.. من نخسرهم لا يمكن أن نعوضهم. عبد الرحمن آل رشي لا يمكن أن يموت وهو الذي قاوم مرضا صعبا في الماضي وتغلب عليه، وتجاوز الثمانين من العمر ولم يستسلم. كان مدعوا للعمل مجددا في مسلسل بيئي شامي وهذا يعني أنه كان حاضرا حتى لحظة الرحيل يواجه الموت انتصارا للحياة. تعلمت منه الكثير.. تعلمت معنى أن نقف وقفة رجل ليس على الشاشة فقط بل في كل مناحي الحياة. إنه أستاذي وليس أصعب من أن يفقد التلميذ أستاذه. رحمة الله لك وعليك أيها الرمز.
ليست عيني فقط ما يبكي بل قلبي يعتصر ألما عليه. منذ سمعت الخبر ونفسي مشمئزة. كان وقته لنا، نتصل به في كل وقت وفي أي مكان نسأله عما نحتاجه من نصح، وكان يعطينا من الوقت أكثر مما نستحق. كان يسهب في الشرح عن أي قضية مهما كان جوابها بسيطا، وكانت الدعابة وروح النكتة لا تفارق لسانه فيضفي أجواء من المرح ويفرض الابتسامة على الجميع. والآن يرحل بكل ما لديه وبكل ما عرفناه عنه… إنها لحظات تدعو للبكاء والتحسر. لقد خسرناه.. خسرنا كل شيء فيه. اشفع لنا عند الله… وليتغمدك الله برحمته.
كان ابي في أكثر من 15 مسلسلا اشتغلنا فيها معا، وكان في بعضها أبا قاسيا وصعبا، واحيانا كان يضربني وكان الناس على الشاشة يشعرون بأن الحالة حقيقية وليست تمثيلا. وهذه هي الحقيقة، فقد كنت معه كما الابن وأبوه، وذلك لمصداقيته معنا في الحياة وفي كل مشروع قمنا به معا. إذا أردت تذكر كل شيء سأدخل الآن في مشكلة مع تاريخ طويل أخشى أن أنسى شيئا منه، لذا العنوان الأفضل لكل ذلك هو أنني فقدت أبا من آبائي في هذه الحياة. الرحمة على روحك والخلود لها يا ابا محمد.
لو أعدتم الخبر على مسمعي ألف مرة فسأكذبه الف مرة. فمن تقولوا بأنه مات هو الرجل الذي لا يجوز أن ننطق كلمة موت بحقه، لأنه رفضه طويلا وصارعه كثيرا وتغلب عليه مرارا وتكرارا. أما وأن قلبه توقف فلرب العالمين حكمة في ذلك… ربما أراد أن يريحه بعد عناء طويل. أعرف أن نفسيته كانت متعبة في الفترة الماضية، لكني عرفت أنه لم يستسلم وبأنه تسلم نصا للمشاركة في عمل درامي وفي مشروع غنائي لسورية… لذا أنا مفجوعة في هذه اللحظة. كان ابي.. ورحمة الله عليك يا ابي.
قمر الزمان علوش (سيناريست):
قدّم للحركة الفنية ما قد تقدمه مؤسسة بأكملها، وخدم مشروع الدراما والسينما والحركة الفكرية في سورية لستين عاما متواصلة. أرى انه استفاد من طفولة كان فيها الشاب اليافع القوي ” القبضاي” وسخّر صوته الخشن للتفرد عن سواه، فأبدع في كل بحة صوت صدرت عنه، وتلاعب بالمنوعات الفنية والأدبية فجعلها خادمة لها، ليغدو بذلك نجما فريدا لا يمكن لنا أن نستعيض عنه بمثيل. أعزي أهله جميعا وأدعو لروحه بالخلود، فرسالته كانت للخلود وحسب.
علاء الدين كوكش ( مخرج):
الله ينتقي خيرة عباده ليأخذهم إلى جواره، وعبد الرحمن آل رشي كان الأخيَر بين رجال اليوم فرحل لترتاح نفسه من آلام لم يعد يحتملها في بلده الذي نذر حياته لخدمته. عملت وإياه لخمسين عاما متواصلة، فما الذي يمكن لرجل مثلي أن يقوله عن رجل مثله؟؟ أنا متألم وعيني دامعة والذاكرة تتفتق الآن عن رحلة طويلة طفنا بها معا للبناء.. وقد نجحنا كثيرا وفشلنا قليلا… حتى بلغنا اليوم لحظة الفراق الأليم. الرحمة لروحك أبا محمد… كلنا راحلون.
لا اله الا الله هذا توفي
كان ممثل محترم وقدير تفرجت عليه في باب الحارة في الجزء الاول
ادعو له بالرحمة والغفران
وانا لله وانا اليه راجعون….
الله يرحمك
لا لا بعد قليل قد يؤلهوك استغفر الله العظيم
خال، سي فغونسي؟
الله يرحمه
وانا زغيره كان يرعبني