عُرف النقيب الجديد لنقابة الفنانين السوريين، الممثل زهير رمضان، بمواقفه التخوينية لغيره من الفنانين السوريين، بحجة عدم الالتزام بدفع مستحقات مالية روتينية للنقابة. إلا أن حقيقة الأمر أن زهير رمضان يعتبر أن كل فنان سوري ينتقد الأسد أو يطالب بخلعه أو ثار على النظام أو حتى لو كان الفنان يتجنب الخوض في مسائل الثورة على الأسد، يعتبره رمضان “العدو” الذي يجب فصله من النقابة عبر تخوينه واتهامه بالتآمر على البلد وبالتالي تعريض حياة الفنان للخطر.
إلا أن ما حصل في الموقع الجديد لنقابة الفنانين السوريين على الانترنت، والذي احتفل به “نقيب النظام” رمضان، لم يعد مجرد “اتحاد ما بين ممثل ونظام ثار عليه شعبه” بل وصل الى “التماهي بالنظام وتقليده والسير على خطاه” الى الدرجة التي أصبحت فيها صفحة نقابة الفنانين السوريين على الانترنت هي صفحة خاصة بالنقيب الجديد.
“تماماً كالنظام”، من الأب الى الابن، كما قال فنانون سوريون معارضون بأن بشاراً وأباه يرون أنهما “سوريا والباقي من الشعب السوري ينتظر منح الجنسية منهما”. وأن بشار الأسد “يدمر سوريا الآن لأن الشعب السوري رفضه ولا يريده” جريا على شعار أنصاره “الأسد أو نحرق البلد”.
21 خبرا من أصل 32 للنقيب وحده
فقد قام أحد طلبة الماجستير في سوريا، وهو بصدد إعداد اطروحته عن العلاقة ما بين “التلفزيون ومناهج التعليم الحديثة”، بزيارة تصفح الى موقع نقابة الفنانين السوريين، ليجمع ما تيسّر من معلومات في أرشيف الموقع، ليستخدمها كمصادر بحثية في دراسته.
إلا أنه “فوجئ” بأن تصفح موقع نقابة الفنانين السوريين لن يؤدي إلا الى قراءة أخبار رئيس النقابة، فقط، وحده، وهو الممثل زهير رمضان، المشهور بلقب “ساطور الفنانين” لأنه دائماً ما يصدر لوائح فنانين شطبهم هو من لوائح النقابة.
حتى في خبر الاحتفال بما سمّي “يوم الفنانين” فسيقع القارئ على 8 صور للنقيب، من أصل 12. مع أنه، وعلى ما سمّته صفحة النقابة، يوم الفنانين.
أما شريط الأخبار الذي يعرض 12 خبرا وصورة، على ثلاثة أقسام، فإن زهير رمضان يحتل منه 7 من أصل 12.
وصفحة “الأخبار المميزة” تنشر من أخبارها “المميزة” 6 أخبار مصورة عن النقيب من أصل 8 هي كل أخبار هذا القسم!
خصوصا أن الموقع الجديد لنقابة الفنانين السوريين حمل “وعوداً” بأن يكون الموقع مكاناً لعرض أخبار الفن والفنانين، وكذلك أن يكون مكاناً متاحاً حتى لتوجيه “النقد” كما قال زهير رمضان بمناسبة افتتاح الموقع الجديد في أوائل شهر سبتمبر الماضي.
تخوين متواصل وإعادة انتاج للنظام
وكانت نقابة الفنانين قد احتفلت بموقعها الالكتروني، منذ أسابيع، وقال نقيبها، تعليقا منه على خبر افتتاح الصفحة الجديدة، إن الهدف من إطلاق الموقع الجديد “نشر كل الأعمال والانجازات التي تقوم بها النقابة، وتسليط الضوء على آخر أعمال الزملاء وشركات الانتاج وأخبار الفنانين العرب “القوميين” وتسليط الضوء على نجوم الدراما والفن السوري”.
وطالع موقع “العربية.نت” منشورات صفحة نقابة الفنانين، وفعلاً، أخبار نقيبها وصوره كان لها نصيب الأسد. إذ كان عدد الأخبار الرئيسية 32 خبراً، كان لزهير رمضان نصيبه منها 21 خبراً بالتمام والكمال! أي أكثر من الثلثين.
وعلى الرغم من أن النقيب قد قال بمناسبة افتتاح الموقع الجديد لـ”نقابته” بأنه سيكون “منبرا حقيقيا للنقد البناء للفن وخلق حالة من التواصل الاجتماعي بين الفنانين” إلا مطالعة موقع النقابة، هذا، لا تفضي إلا إلى “تخوين” واتهام وهجوم نقيب الفنانين على زملائه الذين اعتبر فصلهم من النقابة “لأنهم لم يلتزموا بالسيادة الوطنية” في ظل “الهجمة الشرسة التي يتعرض لها قطرنا الحبيب” و”أساؤوا للوطن” ويريدون “أخذ حقوق زملائهم”.
يذكر أن الممثل السوري زهير رمضان، معروف بولائه للنظام السوري، الى الدرجة التي قال فيها أحد الصحافيين في مقالة نشرت في الصحافة اللبنانية، إن زهير رمضان يتوعد الفنانين السوريين “بأنه سيلعب دور فروع الأمن في مراقبتهم”.
زمن اغبر الي خلى ابوجودت نقيب الفنانين بسوريا !