ربما لم يكن القرار الذي اتخذته نقابة المهن الموسيقية بإلغاء ترخيص المطربة سما المصري ومنعها من الغناء داخل مصر وليد الصدفة، بل كان معداً له من قبل، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة بإعلانه للكافة.
فالقرار الذي جاء بإجماع أعضاء مجلس النقابة اعتبر أن سما المصري التي تواجه عاصفة من الأزمات القانونية في الوقت الحالي بسبب قناتها “فلول”، تقدم فناً خادشاً للحياء.
وفي مقابلة هاتفية أجرتها “العربية.نت” مع نقيب الموسيقيين المطرب مصطفى كامل الذي يتواجد في فرنسا في الوقت الحالي، تحدث عن حيثيات القرار، الذي وصفه بأنه كان نتيجة العديد من الأمور المتراكمة التي ارتكبتها المطربة.
وكانت الأزمة بدأت عندما خرجت سما المصري لتستخف بالحجاب، حينما قالت إنها سترتديه، ثم تراجعت عن فعلتها بحجة أنها كانت كذبة أبريل، وهو ما رفضه النقيب، خاصة أنه يعتبر أن الدين خط أحمر لا مساس له.
واعتبر نقيب الموسيقيين أنه مثلما كان – كنقابة – يهاجم ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين ويصفه بأنه مسيء للإسلام، فكان عليهم أن يواجهوا تلك الأفعال حينما تصدر من مطربة تابعة للنقابة.
وإن كان هذا التصرف هو السبب الرئيسي في منع سما المصري من الغناء فإنه لم يكن الوحيد، فبحسب مصطفى كامل، كانت الإهانات التي وجهتها سما المصري لعدد من الشخصيات أبرزهم المستشار مرتضى منصور، وما قامت به تجاههم من تجريح، سبباً آخر من أسباب اتخاذ القرار.
ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها كامل قراراً بمنع أحد من الغناء، خاصة أنه يمتلك خصومةً مع النقيب السابق إيمان البحر درويش، كان أحد أسبابها منع درويش لشيرين من الغناء.
وهو ما جعل كامل يفسّر قراره بكون الأمر غير شخصي، وهو دائماً ضد منع المطربين من الغناء، ولكن الأمر هنا تخطى الحدود؛ لأنه لن يقبل أن يكون شخصاً ديوثاً.
وأشار إلى أن هناك عدداً من المطربين والتابعين للنقابة قاموا بإيذائه هو بشكل شخصي في الفترة الماضية، لكنه رفض أن يمنع أحداً منهم من الغناء، خاصة أن النقابة ليست مخصصة لتصفية الحسابات، كما أنه لا يستطيع أن يضر شخصاً في مصدر رزقه.
وشدّد كامل على أن المجتمع المصري بأكمله بات يلفظ ما تقوم به سما المصري، وهو ما استدعى أن تقوم النقابة باتخاذ هذه الخطوة.
وأشار كامل إلى أن الخطوة المقبلة ستكون نهاية الأسبوع الجاري، حينما يعود من فرنسا إلى القاهرة، حيث يعقد مجلس النقابة اجتماعاً، على أن يقوم بإبلاغ السلطات المختصة كي تتصدى لأية محاولات تقوم بها المطربة من أجل الغناء داخل مصر، بعد أن قاموا بسحب الترخيص الذي تم منحه لها.
واختتم كامل تصريحاته بالتأكيد على أن القرار نهائي ولا رجعة فيه، مشدداً على أن أحداً لم يتدخل لدى النقابة من أجل اتخاذ مثل هذا القرار.