تداول مستخدمو مواقع السوشيال ميديا صورة نادرة جدًا لفنان شهير في مرحلة المراهقة قيل أنه يُعتبر واحدًا من أشهر الممثلين المصريين في القرن الماضي، ويُعد الممثل الأكثر حضوراً في تاريخ السينما والتلفزيون المصري بحصيلة تجاوزت 500 عملّاً فنياً.
أنه الفنان القدير الراحل محمود المليجي والذي تعكس تلك الصورة ملامحه البريئة والهادئة في ذلك السن الصغير، بشكل يبتعد كثيرًا عن الإطار الذي عُرف به كأشهر فنان قدم أدوار الشر في السينما المصرية.
كان المليجي قد عرف طريقه إلى عالم الفن عبر الفرق المسرحية التي كانت منتشرة آنذاك، فقد كانت بوابة عبور الفنانين لعالم الشهرة، حيث بدأ بأدوار صغيرة على خشبة المسرح في فرقة “فاطمة رشدي”، وكذلك في الأفلام السينمائية، واستطاع الحصول على أدوار البطولة في المسرح والسينما.
مشوار المليجي:
ولد في عام 1910 وتوفى انضم في بداية عقد الثلاثينات من القرن الماضي، وكان مغمورًا في ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الادوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها مرتب قدره 4 جنيهات مصرية في ذلك الوقت.
ويُعد الفنان محمود المليجي هو الممثل الأكثر حضورًا في تاريخ السينما والتلفزيون المصري بحصيلة تجاوزت 500 عملّاً فنياً، منها 21 فيلمًا تم اختيارها في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996.
زيجات محمود المليجي:
في عام 1939 تزوج من الممثلة المصرية علوية جميل التي كانت إحدى عضوات فرقة رمسيس أيضًا، وإستمر زواجهما حتى وفاته، وإشتركا معاً في عدة أعمال منها أفلام سجين الليل، أولاد الفقرا، برلنتي، الملاك الأبيض.
ثم عاد مرة إخرى لتقديم الأدوار الصغيرة إلا أنه بالصبر والاجتهاد وحب الفن، استطاع أن ينتقل من دور لآخر، وأن ينجح في تقديم أدوار الشر التي برع فيها وبلغ شهرة واسعة جعلته من أهم النجوم في تاريخ السينما المصرية والعربية أيضا.
ولم يكن فقط يمثل أدوار الشر، فقد برع أيضاً في تقديم نوعية إخرى من الأدوار وهي الأدوار الإنسانية مثل أدواره في فيلمي حكاية حب ويوم من عمري مع عبد الحليم حافظ.
الناقد الفني طارق الشناوي أكد أن الفنان الراحل في نهاية السبعينات قد تزوج من الفنانة الكوميدية الراحلة سناء يونس سرًا، وأنها ظلت على ذمته حتى وفاته، ورفضت أن تعلن عن هذا الزواج احترامًا لمشاعر علوية جميل التي كان يعشقها المليجي ولا يستطيع أن يخبرها بهذا الأمر.
الشناوي قال عن هذا الحدث: «بعد رحيل المليجي أجريت معها حوارًا حكت فيه كل تفاصيل حياتها معه، ولكن قبل النشر اتصلت بي وطلبت مني ألا أكتب شيئا فلم ترض هي أيضا أن تغضب زوجته علوية جميل، ولكن قبل رحيل سناء يونس التقيت بها وذكرتها بالشرط فقالت لي «يا ريتك مسمعتش كلامي وكنت نشرته».
وفاة محمود المليجي في مشهد سينمائي:
المليجي رحل في 6 يونيو عام 1983، وكان ذلك أثناء مشاركته في فيلم «أيوب»، مع الفنان عمر الشريف، وكان لذلك واقعة غريبة، حيث لفظ أنفاسه وهو يمثل مشهد موته.
وكشف المخرج هانى لاشين كواليس وفاة المليجى، فى حوارات سابقة قائلا: «قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وطلب قهوة، وكان المفترض طبقا للسيناريو أن يوجه المليجى حديثه لعمر الشريف ويقول: الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرق فى النوم».
الفنان عمر الشريف ظل ينظر إلى محمود المليجي منبهرًا، وقال له: «إيه يا محمود خلاص بقى اصحى»، ولكن المفاجأة أنه توفى بالفعل.