كانت تغني لابنها، وكانت كلما نطقت أو شدت بأغنية أهدتها له، وقتها انبهر المصريون بثباتها ورباطة جأشها وقوة تماسكها رغم أنها تغني لابنها سيد السيد بدير من زوجها المخرج الراحل السيد بدير الذي استشهد في حرب أكتوبر.
الأغنية الشهيرة “أم البطل” التي غنتها المطربة المصرية شريفة فاضل في السبعينيات ما زالت عالقة في الذاكرة المصرية وتعرضها فضائيات مصر في ذكرى انتصارات أكتوبر حيث حققت نجاحا باهرا لصدق أداء المطربة لها.
تقول كلمات الأغنية “ابنى حبيبي، يا نور عيني بييضربوا بيكي المثل، كل الحبايب بتهنيني، طبعا ما انا أم البطل، يا مصر ، ولدى الحر اتربى وشبع من خيرك، اتقوى من عظمة شمسك، أتعلم على ايد أحرارك، أتسلح بإيمانه واسمك، شد الرحال، شق الرمال هز الجبال، عدا المحال، زرع العلم، طرح الأمل، وبقيت أنا أم البطل”.
وعن كواليس الأغنية وكيف شدت بها تقول المطربة المصرية في تصريحات قديمة لها لصحف ووسائل إعلام مصرية، إنه عقب استشهاد ابنها في الحرب بنحو 3 شهور طلبت من صديقتها الشاعرة الغنائية نبيلة قنديل أن تزورها في منزلها، وكشفت لها عن رغبتها في أداء أغنية لأمهات الشهداء حتى تعبر بها عن شجونهن وتخرجهن من حالة الحزن الشديد التي يمررن بها وهي من ضمنهن، ففوجئت بصديقتها تطلب منها أن تسمح لها بدخول غرفة ابنها الشهيد، فوافقت المطربة لتخرج الشاعرة الغنائية من الغرفة بعد نحو ساعة ومعها الأغنية.
وتضيف أنها قرأت بعناية كلمات الأغنية فتأثرت بها واهتزت لها مشاعرها وبكت كثيرا، وشعرت حينها أن الكلمات دخلت قلبها وتعبر عنها وعن أمهات الشهداء، مشيرة إلى أن زوجها الملحن علي إسماعيل كان حاضرا اللقاء وطلب تلحين الأغنية، وفي اليوم الثالث كانت في مبنى التلفزيون المصري لتسجيلها، وفوجئت بترحيب كافة القيادات هناك بذلك.
وعن مشاعرها وقت تسجيل الأغنية قالت المطربة المصرية إنها بكت كثيرا وتوقف التسجيل أكثر من مرة وسقطت مغشيا عليها.
وكانت الفنانة فايزة أحمد موجودة صدفة في مبنى التلفزيون، وشاهدت الموقف، فتحدثت معها وطلبت منها الانتظار ولو لأسابيع حتى تسترد شجاعتها، لكنها أصرت على التسجيل وخرجت الأغنية التي شاهدها المصريون، مضيفة أنها غنتها بعد ذلك في حفلات كانت تقام للاحتفال بذكرى أكتوبر.
وتقول المطربة المصرية إنها عندما كانت تغنيها في الحفلات العامة تدخل في نوبة بكاء ويتعاطف معها الجمهور، لذا كانت تغنيها في آخر الحفل، ونتيجة لبكائها وتأثرها الشديد في كل حفلة تغنيها قررت اعتزال الغناء لسنوات حتى عادت بأغنية “آه من الصبر وآه” للراحل منير مراد.
شريفة فاضل من مواليد 14 سبتمبر 1938 في مدينة القاهرة، وهي حفيدة المقرئ أحمد ندا، التحقت بمعهد الفنون المسرحية، واشتهرت بأغنية “أمانة يا بكرة” في الخمسينيات، وتزوجت من المخرج السيد بدير الذي أسند إليها بطولات عديدة.
وفي الستينيات اشتهرت بأغنيتها “حارة السقايين”، ومن أغانيها “أمانة يا بكرة”، “سألت فين حينا”، “حارة السقايين”، “يا حلو فهمنا”، “يامعجباى”، “ورق العنب”، “أه يالمكتوب”، “الليل”.
أنتجت لنفسها بعض الأغنيات، وأسست كازينو الليل بشارع الهرم الذي ظل مملوكا لها لفترة طويلة.