علي الرغم من مرور سنوات طويلة وظهور العديد من الفنانين علي الساحة الفنية ، ولكن يحن الكثير من الأشخاص الي زمن الفن الجميل ونجومه والأفلام الراقية الذي جاءت في تلك الفترة، دون الإساءة إلي أحد أو إستخدام ألفاظ مسيئة كما يحدث اليوم، ظهر اليوم مجموعة من الفنانين الجدد علي الساحة الفنية منهم من تمسه صله بأحد الفنانين القدامي. وبعض مشاهير زمن الفن الجميل اختاورا أن يبتعد أبنائهم وأحفادهم عن الفن والبحث عن مجال أخر يعملون به. ولكن يبقي الشغف لدي الجمهور العربي بالتعرف علي أبناء وأحفاد هؤلاء النجوم في كلتا الحالتين.
ومن بين هؤلاء ، الفنان الراحل عامر منيب حفيد الفنانة الكبيرة الراحلة ماري منيب، ورث منها حبه للمسرح والفن وعشق الغناء ايضا، وفي فترة ليست بطويلة، قدم علامات فارقة في مشواره الذي انقطع بوفاته وهو في الثامنة والأربعين من عمره، ليصدم كل محبيه، الذين يتذكرونه دائما ببصمته المميزة في عالم الغناء والسينما.
ومنذ طفولته كان الفنان عامر منيب محاطا بالفنانين، حيث أنه كان يذهب مع جدته ماري منيب إلى مسرح نجيب الريحاني وكان مولعا بالمسرح والغناء والتمثيل، إلا انه وبعد وفاة جدته وهو في سن السادسة من عمره، عاد مع اشقائه جمال وأميرة وامينة إلى منزل والده وركز على دراسته فكان طالبا متفوقا عُيّن بعد تخرجه معيدا في الجامعة لكنه قرر السفر إلى استراليا لإستكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه.
وهنا لعبت الصدفة دورا غيّر مجرى حياة عامر منيب، ففي الليلة التي كان من المفترض أن يسافر فيها إلى استراليا لأستكمال دراسته، كان في سهرة مع الأصدقاء وكان يتواجد في نفس المكان الملحن حلمي بكر والفنان القدير محمود ياسين وشهيرة، فطلب منه احد الموجودين الغناء فقام بتقديم اغنية صعبة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وحين سمعه حلمي بكر طلب منه ألا يترك مصر وأن يركز على الغناء لأن مستقبلا واعدا ينتظره في هذا المجال، وبالفعل ذهب عامر منيب إلى منزله، ومزّق تذكرة السفر وقرر احتراف الغناء.
وإلي جانب الغناء، توجت مسيرة الفنان الراحل عامر منيب بأربعة أفلام فقط حيث كان من النجوم الذين قدموا تجارب تمثيليلة بدأها في عام 2002 بفيلم “سحر العيون” مع نيللي كريم وحلا شيحة، وحقق الفيلم وقتها نجاحا كبيرا، وقدم في عام 2004 فيلمه الثاني “كيمو وانتيمو”، وبعدها بعامين وبالتحديد في العام 2006، قدم عامر منيب “الغواص” مع داليا البحيري وفيلم “كامل الأوصاف” الذي شاركته بطولته حلا شيحة وكان أول عمل تظهر فيه بالحجاب وثاني عمل يجمع بينهما وكانت بينهما صداقة وطيدة، حتى أنها دخلت في اكتئاب بعد وفاته وقررت الاعتزال.
أما عن وفاته، يُذكر أن عامر منيب عانى طوال عامين من آلام سرطان القولون، وأجرى جراحة في ألمانيا حيث تم استئصال جزء من القولون، وقبل وفاته بأيام دخل في غيبوبة تامة بعد تعرضه لهبوط حاد في الدورة الدموية، وقد حاولت أسرته انهاء الاجراءات لسفره مرة أخرى للخارج، لكن بسبب الاضطرابات التي شهدتها مصر جراء ثورة 25 يناير، في تلك الفترة لم يتمكن من السفر فتوفي عامر منيب في المستشفى صباح السبت 26 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، وشيعت جنازته من مسجد رابعة العدوية ودُفن إلى جوار جدته الفنانة ماري منيب، بمدافن الأسرة في مدينة نصر.