علّق الفنان السوري رسام الكاريكاتير سعد حاجو، من خلال لوحة كاريكاتير، على موضوع “تحرير تدمر” التي ضج بها العالم، وتحدث عنها باعتبارها “نصراً” لا يخلو من غموض ولا تنقصه الأسرار، ولن تتوقف الأسئلة عن طرح نفسها حياله.
ويبدو في لوحة الفنان السوري حاجو، أنه قام بتلخيص قضية “تحرير تدمر” من أولها إلى آخرها، كما يظهر في تفاصيلها، وذلك عبر حل لغز دخول داعش إلى المدينة، ثم “نجاح” نظام الأسد بمشاركة حلفائه بتحريرها من الدواعش.
يظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد، في لوحة حاجو، وهو يقدّم شكره للدواعش بقوله: “شكراً، عذّبناكم معنا”. والتعبير الشامي الأخير، يقال تعبيرا عن الشكر لمن قدّم خدمة جليلة لأحد ما!
أمّا الحدث زماناً ومكاناً، فهو في عنوان خبري مطبوع على يسار اللوحة بالغة الدلالة فنقرأ: “النظام يستعيد من تنظيم الدولة مدينة تدمر: تسليم واستلام”! ليظهر الأسد تحت العنوان البارز ذاك، مصافحاً يداً يظهر عليها اسم داعش، وفي الخلفية صورة لآثار تدمر.
واختصرت اللوحةُ قصة تدمر من دخول الدواعش إليها، الى دخول النظام السوري منذ يومين إليها، وتحت “رايات النصر” التي لم يوفّرها الفنان بترميزه البارع عندما وضع لبشار الأسد ربطة عنق بألوان العلم الروسي، الأبيض ثم الأزرق ثم الأحمر، كما يظهر في اللوحة.
وكثّفت اللوحة دلالات الحدث التدمري عبر المصافحة ما بين الأسد وداعش، وهو الأمر الذي كشفت عنه المعارضة السورية في خبر أمس الاثنين، يؤكد فيه رئيس وفد المعارضة السورية المفاوض إلى جنيف أسعد عوض الزعبي أن “انسحاب تنظيم داعش من مدينة تدمر تم بالتنسيق مع النظام تماماً كما دخلها التنظيم من قبل”.
وسبق للفنان حاجو أن تناول الأسد كثيرا في لوحاته، منها لوحة “مدمّر سوريا الحديثة” حيث يظهر فيها الأسد الابن مخاطباً الأب: “لو دامت لأبي ما وصلت إلي. وسأدمّرها كي لا تصل لغيري”.
كما أن حاجو علّق بطريقته على التدخل العسكري الروسي لصالح الأسد في سوريا، ومن لوحاته في هذا المجال طائرة عسكرية روسية مكتوب عليها: “السفارة الروسية في دمشق”. وللفنان مساهمات ولوحات كثيرة اعتبرت من صميم الثورة السورية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.