تزامناً مع الذكرى السابعة لاستشهاد الزميلة أطوار بهجت مراسلة قناة “العربية”، عقد منتدى الإعلاميات العراقيات مؤتمره السنوي الذي أعلن فيه نتائج استبيان هو الأول من نوعه في العراق قامت به كوادر متخصصة، وبالتقنيات العلمية المتعارف عليها، وشمل الاستبيان الميداني عينات عشوائية لأكثر من 200 صحافية.
تقول مديرة المنتدى نبراس المعموري لـ”العربية نت”: “طرحنا في الاستبيان 25 سؤالاً بين خاص وعام، وتلقينا أجوبة متفاعلة من 190 مشاركة من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية، وعبر محاور شملت (التحرش الجنسي/تكافؤ الفرص/التمييز على أساس طائفي أو مذهبي )”.
وما يفرح أن التمييز الطائفي أو المذهبي كان معدوماً في الإجابات، على الرغم من أجواء الاحتقان التي يعيشها الشارع بسبب الخصومات السياسية، وكان ذلك بنسبة 71% لعدم وجوده.
في حين أظهر استبيان التحرش الجنسي أن 68% ممن شاركن فيه كانت إجاباتهن بـ(نعم)، و11% بـ(أحياناً)، وهو جواب خجول أعدته لجنة دراسة العينة، مضافاً إلى الجواب الأول، وهذا يعني أن هناك 79% من الإعلاميات يتعرضن إلى التحرش الجنسي.
والمفاجأة أن المتزوجات أكثر عرضة للتحرش من العازبات، والقطاع العام أكثر من القطاع الخاص، حيث أشارت النسب إلى 51% مقابل 49%.
وبخصوص ردات الفعل حول الاستمرار في العمل مع حدوث التحرش، 40% قلن: الخوف على السمعة، و24% ضغط الحاجة المادية، و36% أسباب أخرى، من ضمنها: من الذي سيصدقنا؟
أرقام ونقاشات
ندى عمران، من جامعة بغداد، وعضو المنتدى قالت: “لم يكن الاستبيان أمراً سهلاً، فهو جهد يحتاج الى مؤسسة متخصصة وموازنة مالية جيدة، لكن حرص منتدى الإعلاميات ذلل الكثير من الصعوبات”.
المرأة العراقية.. الواقع والتحديات
وتضيف لـ”العربية نت” أن الأرقام التي حصلنا عليها من عينات البحث يمكن اعتمادها مستقبلاً كأساس للبحث في واقع المرأة المجتمعي وليس للمرأة الإعلامية فقط، حيث تبين أن 1% من الإعلاميات تشغل منصب مديرة، و9% لرئاسة القسم، و90% موظفات مع أن ميزان الدراسة وسنوات الخدمة يميل لصالحهن.
ومن عينة البحث تبين أيضاً أن 67% قد أصابهن الغبن في المساواة مع الرجل في السلّم الوظيفي، و46% كذلك لم يحصلن على مكافآت تشجيعية أو كتب شكر وتقدير على الرغم مما يبذلن من جهد وتميّز.
ومن الجدير بالذكر أن المنتدى تأسس عام 2011 كمنظمة من منظمات المجتمع المدني، مستقلة ولا ترتبط بأي جهة، وكان الهدف من تأسيسه هو الرقابة والرصد لما تتعرض له الإعلامية العراقية، فضلاً عن دعم وتأهيل الإعلاميات وتفعيل وجودهن داخل الأسرة الصحافية والمجتمع.