قال ابن أبو أنس الليبي، الذي اختطفته قوات أميركية من داخل الأراضي الليبية في عملية خاطفة قبل أيام، إن والده كان “عاملاً بسيطاً في مطعم للبيتزا في بريطانيا” عندما كان يقيم مع عائلته فيها، فيما كشفت جريدة “التايمز” البريطانية أن أبو أنس الليبي كان حاصلاً على اللجوء السياسي في لندن وتساءلت: “كيف أفلت من أيدينا؟”.
وبحسب عبدالله الرقيعي، وهو ابن أبو أنس الليبي، فإن والده لم يكن له أية علاقة بتنظيم القاعدة ولا بالهجمات الإرهابية التي تزعم الولايات المتحدة أنه على صلة بها، لكن عبدالله كشف أن عائلته غادرت بريطانيا بسبب “المضايقات التي تعرضت لها من قبل الشرطة”.
وأشار عبدالله إلى أن الشرطة البريطانية كانت تتردد على منزلهم بين الحين والآخر، وتقوم بتفتيشه، وصادرت أجهزة كمبيوتر وحواسيب محمولة في إطار التحقيقات التي خضع لها والده.
ووصف عبدالله لجريدة “ديلي تلغراف” كيف أمضى طفولته في مدينة مانشستر شمالي إنجلترا، حيث درس في إحدى مدارسها الابتدائية، قبل أن يضطر لتركها من أجل مرافقة والده والسفر إلى أفغانستان، وهناك أصبح والده أحد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكنه سرعان ما غادر أفغانستان ليتم اعتقاله في إيران التي أمضى في سجونها سبع سنوات ونصف السنة.
وعلى الرغم من أن أبو أنس الليبي أقام في أفغانستان إلى جانب بن لادن، فإن ابنه عبدالله يؤكد أنه لا صلة له بتنظيم القاعدة، وأنه “رجل بسيط لا يمكن أن يكون على علاقة بمقتل 224 شخصاً في الهجوم على السفارة الأميركية بكينيا عام 1998”.
ويضيف عبدالله: “والدي سافر إلى أفغانستان من أجل مساعدة الضعفاء والمساكين”، ويتابع: “إنه رجل عادي، أخبرنا كل شيء عن حياته، لم يقتل أحداً، ولم يستطع أي طرف تقديم دليل ضده، وهذا سوف يتضح قريباً”.
يشار إلى أن أبو أنس الليبي، واسمه الحقيقي نزيه عبدالحميد الرقيعي، كان قد حصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا عام 1995 على الرغم من التحذيرات في حينها بأن الرجل قد يكون على علاقة بتنظيم القاعدة، وذلك بحسب ما كشفت جريدة “التايمز”.
وبحسب التفاصيل التي انفردت بها “التايمز” فإن الليبي كان قد تم اعتقاله والتحقيق معه من قبل ضباط مكافحة الإرهاب في مدينة مانشستر عام 1999، أي بعد أربع سنوات من منحه اللجوء في المملكة المتحدة، وذلك بناء على طلب الــ(FBI) الأميركي الذي كان يجري تحقيقاته في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة بكينيا وتنزانيا قبل ذلك بعام واحد.
لكن أبو أنس الليبي، وهو خبير كمبيوتر، أطلق سراحه لاحقاً في مانشستر، وغادر بريطانيا مع عائلته ولم يعد إليها حتى اعتقلته القوات الأميركية من أمام منزله في طرابلس داخل الأراضي الليبية.