على الرغم من نجاحاته السياسية التي سمحت له ببلوغ أعلى هرم السلطة بألمانيا وإنجازاته العسكرية المذهلة خلال #الحرب_العالمية_الثانية كان القائد النازي أدولف هتلر فاشلاً على الصعيد العاطفي فبداية من علاقته التعيسة مع ستيفاني راباتش خلال فترة المراهقة وصولاً إلى علاقته الغرامية الأليمة مع غيلي راوبال ابنة أخته غير الشقيقة والتي أقدمت على الانتحار سنة 1931 بسبب تصرفات خالها (أي أدولف هتلر)، تميزت جميع العلاقات العاطفية للقائد الألماني بنهايات تراجيدية ولعل أبرز دليل عن ذلك علاقته الأخيرة بإيفا براون التي انتهت بأتعس زفاف عرفه التاريخ.
وجرت وقائع أول لقاء بين أدولف #هتلر وإيفا براون في حدود سنة 1929 حيث كانت الأخيرة حينها سكرتيرة بمكتب هنريش هوفمان الذي شغل منصب المصور الفوتوغرافي للحزب النازي. خلال تلك الفترة كان فارق العمر بين أدولف هتلر وإيفا براون كبيراً، حيث قدّر عمر القائد النازي حينها بأربعين سنة بينما لم تتجاوز عشيقته الجديدة السابعة عشرة وبالتالي كان أدولف هتلر أكبر بثلاثة وعشرين سنة من إيفا براون. عارضت عائلة إيفا براون بشدة فكرة ارتباط ابنتهم بالقائد النازي أدولف هتلر ويعزى السبب في ذلك إلى النهاية المأساوية التي عرفتها عشيقته السابقة غيلي راوبال (ابنة أخته غير الشقيقة) التي أقدمت على الانتحار عن طريق إطلاق النار على نفسها سنة 1931 بسبب تصرفات خالها القاسية. تزامناً مع كل هذا رفضت إيفا براون الامتثال لأوامر والديها لتبدأ على إثر ذلك علاقة غرامية بائسة عرفت نهاية تراجيدية.
تزامناً مع بداية ارتباطه بعلاقة عاطفية معها، أمر أدولف هتلر عدداً من المقربين منه بفتح تحقيق حول أصول عائلة إيفا براون حيث شكك القائد النازي في أن لعشيقته الجديدة أصولاً يهودية وعلى إثر تأكيد غياب الأصول اليهودية لإيفا براون ارتبط أدولف هتلر بعشيقته لمدة قاربت 16 سنة.
جعل أدولف هتلر من إيفا براون عشيقته لمدة ست عشرة سنة (منذ أول لقاء بينهما سنة 1929) وخلال تلك الفترة لم يسمح لإيفا بالحديث عن علاقتها مع القائد النازي حيث فضّل هتلر الظهور أمام وسائل الإعلام بمظهر الرجل الأعزب الذي يكرس حياته لخدمة ألمانيا فضلاً عن ذلك لعب هذا الأمر دوراً كبيراً في جذب اهتمام العنصر النسائي الألماني. حاولت إيفا براون مرات عديدة إقناع أدولف هتلر بالزواج منها ولكن الأخير رفض ذلك المقترح مفضلاً إبقاءها كعشيقة سرية حيث علم عدد قليل جداً من المقربين من هتلر بحقيقة هذه العلاقة بين القائد النازي وإيفا براون التي كانت دائمة التردد على منزل البرغهوف ببافاريا والذي احتضن العديد من اجتماعات المسؤولين #النازيين.
بسبب رفض هتلر الزواج منها، حاولت إيفا براون الانتحار مرتين كانت أولهما سنة 1932 عن طريق إطلاق النار على نفسها أما المحاولة الثانية فكانت في حدود سنة 1935 حيث أقدمت على تناول كمية كبيرة من الأدوية ما سبب لها حالة فقدان للوعي.
طيلة فترة علاقتهما ظلت إيفا براون وفية لأدولف هتلر حيث إنها لم تتردد في الالتحاق به داخل ملجئه ببرلين في حدود منتصف شهر نيسان/إبريل سنة 1945 تزامناً مع اقتراب السوفييت من العاصمة الألمانية. خلال تلك الفترة حاول أدولف هتلر إقناع إيفا براون بالرحيل ولكنها رفضت ذلك مؤكدة أنها تفضل الموت رفقته على تركه وحده في #برلين.
يوم التاسع والعشرين من شهر نيسان/إبريل سنة 1945 حدث ما انتظرته إيفا براون منذ ست عشرة سنة حيث أصبحت إيفا براون رسمياً السيدة “هتلر” (إيفا هتلر). خلال ذلك اليوم وداخل إحدى الغرف الضيقة بملجئه ببرلين وبحضور عدد قليل جداً من أصدقائه الأوفياء تزوج أدولف هتلر من إيفا براون بعد أن أقسم للمسؤول عن الحالة المدنية بأنه إنسان آري.
حال نهاية زفافه، انعزل أدولف هتلر داخل غرفته من أجل كتابة وصيته الأخيرة والتي أكد من خلالها سعيه لوضع حد لحياته برفقة زوجته لتجنب الهزيمة والإهانة. للأسف لم يدم زواج أدولف هتلر وإيفا براون التعيس طويلاً فبعد حوالي ثلاثين ساعة أقدم الزوجان يوم الثلاثين من شهر نيسان/إبريل سنة 1945 على وضع حد لحياتهما قبل أن يتكفل بعض الحراس بإحراق جثتيهما وسط إحدى الحفر القريبة من المخبأ.
مرحلة من التاريخ كانت صعبة وستظل هناك أسرار ربما لم يعلن عنها وربما لا يعرف أحد شيء عنها لأن أصحابها قد ماتو فدفنت معهم ا!!!!!