أثناء النوم.. هل يمكننا التعلّم؟

فوائد النوم كثيرة ومتعددة، فالنوم راحة للبدن والعقل والاعصاب وتجديد الطاقة والنشاط، كما أنه ضروري للتعلم وتجديد الذاكرة.

قد يبدو غريبا للبعض الحديث حول قدرة الإنسان على التعلم وهو نائم. فكثيرون يعتقدون أنّ عقل الانسان يتوقف عن العمل اثناء نومه، إلّا أنّ العلم الحديث أثبت عكس ذلك. وبعيدا عن التفسيرات الغيبية للنوم، تمكن باحثون من فهم الآليات الدقيقة لظاهرة التّعلم أثناء النوم بشكل أفضل.

إن فكرة القدرة على تعلم شيء ما في نومنا تجعل الكثير من الناس يحلمون، بما في ذلك العلماء، بالتواصل الى طريقة تجعل من الممكن تعلم لغة جديدة من خلال الاستماع إلى تسجيل أثناء الليل. ويمكن أن يصبح هذا السيناريو حقيقة بفضل البحث الذي أجراه علماء من جامعة بيرمنغهام في يورك بالمملكة المتحدة.

وحاول الفريق الباحث، معرفة ما إذا كانت موجات الدماغ قادرة على إعادة تنشيط الذاكرة، لاختبار فرضياتهم، فطلب الباحثون من 46 متطوعا تعلم الارتباطات بين الكلمات والصور الخاصة بالأشياء قبل أخذ قيلولة. وطلب من بعض المشاركين أن يناموا لمدة 90 دقيقة، فيما بقي آخرون مستيقظين.

مراحل محددة

واستمع أولئك الذين ناموا إلى نصف الكلمات التي تعلموها أثناء نومهم لتحفيز إعادة تنشيط ذكريات الصور، وعندما استيقظوا، قدم العلماء الكلمات إليهم وطلب منهم تذكر الصور التي ارتبطت بها، وجاءت النتيجة أن الاختبار أعطى نتائج أفضل للصور التي تكررت كلماتها أثناء النوم مقارنة بالمجموعة التي لم ينم افرادها.

ووجد الباحثون أيضا أن سماع الكلمات التي يمكنها إعادة تنشيط الذاكرة خلال الغفوة يؤدي إلى مراحل نوم معينة في أدمغة المشاركين.

الباحثون شرحوا نتائج تجربتهم: “تشير البيانات المتوفرة لدينا الى أن بعض المراحل تسّهل معالجة وظائف الذاكرة الكبيرة أثناء النوم، وأن هذه العملية تحفز تعزيز الذاكرة”.

كما أوضحوا: “على الرغم من أنه قد تم إثبات أن الذاكرة تتجمد أثناء النوم، فإننا نعلم الآن أن مراحل النوم يمكن أن تلعب دورا رئيسيّا في الآلية الكامنة التي تقوم عليها هذه العملية”.

واثبت الباحثون ان النوم يساعد على تحسين عملية التذكر والحفاظ على وظائف الدماغ الصحية، كما يمكن أن يساعد هذا التقدم العلمي في العمل على استراتيجيات فعالة يمكنها أن تحفز الذاكرة أثناء نومنا.