الخيط الأبيض من الأسود في اللغز المحيّر بسقوط، أو “إسقاط” الطائرة الألمانية فوق جبال الألب، الثلاثاء الماضي، ظهر ليل أمس الأربعاء في موقع صحيفة “نيويورك تايمز”.
ورد في موقع الصحيفة الأميركية نقلاً عن مصدر عسكري وصفته برفيع المستوى ومطلع على التحقيق بملابسات الحادث، أن أحد الطيارين خرج من القمرة التي لا يتم فتحها إلا من الداخل، ولما عاد طرق بابها برفق ليفتحه زميله “لكنه لم يسمع رداً، ثم طرق بقوة، ولم يكن هناك رد أيضاً.. لم يكن رد مطلقاً”، وفق عبارات المصدر المطلع أيضاً على ما بالصندوق الأسود الذي انتشلوه من حطام “الايرباص A320” من تسجيلات صوتية، والذي أضاف أنه يمكن سماع طارق الباب “وهو يحاول تحطيمه”.
قال المصدر أيضاً: “في بداية الرحلة كنا نسمع الطيارين يتكلمان بشكل طبيعي، ثم سمعنا ضجة أحد المقاعد يتراجع وباب فتح ثم أقفل، وبعد ذلك صوت طرق على الباب، ولم يعد يسمع أي حديث حتى تحطمت الطائرة”، لكن الصحيفة الأميركية لم تطرح عليه سؤالاً مهماً، وهو عن الفترة الزمنية التي أمضاها طارق الباب خارج القمرة، إلا أنه قال: “لا نعرف لماذا خرج منها، لكن الأكيد أن زميله كان وحده فيها ولم يفتح الباب”، وفق تعبيره.
الدليل على إسقاطها المتعمد
وكانت الوكالات نقلت أمس عن مدير مكتب التحقيقات والتحليلات، ريمي جوتي، قوله للصحافيين: “لقد نجحنا باستخراج معلومات يمكن استخدامها من تسجيلات قمرة القيادة”، لكنه أضاف: “لسنا في وضع يمكننا معه شرح ما حدث وأدى إلى سقوط الطائرة، أو لماذا لم يرد طيارها على اتصالات برج المراقبة (..) وهذا يحتاج إلى أيام وربما أسابيع، ربما بانتظار العثور على الصندوق الأسود الثاني”.
وروى جوتي، الذي استبعد كلياً الإرهاب كسبب، أن الطيار كان مسيطراً على تحليق الطائرة حتى لحظة سقوطها”، إلا أن كارستن سبور، الرئيس التنفيذي للوفتهانزا، الأم لشركة Germanwings التي تقوم بتشغيل الطائرة، شرح أنه لا تفسير لما حدث، فقد كانت بحالة جيدة، وشروط سلامتها كاملة، والطياران لهما خبرة مشهودة” كما قال.
وهناك دليل على الإسقاط المتعمد للطائرة، هو أن هبوطها كان ممنهجاً، لا عشوائياً، وفق ما ظهرت على شاشة رادار مطار مدينة Aix-en-Provenceالقريبة بالجنوب الفرنسي من مدينة مارسيليا، طبقاً لما كتبت “العربية.نت” بتقرير أمس.
برج المراقبة في ذلك المطار اتصل بقائدها مراراً وهو يراها تهبط، لكنه لم يتلق أي رد طوال 8 دقائق، وهبوطها الممنهج يدل أن شخصاً كان يقودها، لذلك فامتناعه عن فتح الباب لزميله لم يكن بسبب تعرضه لطارئ صحي منعه، كأن يكون فاقد الوعي مثلاً، أو نالت منه نوبة قلبية شلته أو قتلته، بل عن نية بإسقاطها وقتل 149 آخرين كانوا معه على متنها، ونجح للأسف بما كان ينويه.
استغلال “تويتري” بأن الطيار مسلم
وسريعاً اكتظت مواقع التواصل بخبر عدم تمكن الطيار الذي غادر القمرة من العودة إليها، وراح الآلاف في “تويتر” بشكل خاص، يغردون بأن سبب الحادث هو انتحار الطيار، لا غيره، إلا أن بعضهم بالغ بالعيار حين تطرق إلى امتناع السلطات الألمانية والإسبانية عن عدم ذكر اسم الطيار ومساعده حتى الآن، فاستغل الغموض ليشيع بأن الطيار الذي أسقطها مسلم، وفق الصورة التي تنشرها “العربية.نت” لتغريدات 3 تويتريين اختارتهم.
وعن الضحايا، فقد اتضح أن بينهم صحافيين إيرانيين، ذكرت الخارجية الإيرانية اسميهما: ميلاد حجت الإسلامي، مراسل “وكالة تسنيم”، وحسين جوادي، وهو محرر بصحيفة “وطن أمروز”، وكانا في إسبانيا لتغطية مباراة فريقي برشلونة وريال مدريد، ثم قررا السفر إلى النمسا عبر دوسلدورف بألمانيا، وسقطا قتيلين في الألب الفرنسي.
كما اتضح في آخر كشف للركاب أن الكارثة قتلت 51 من إسبانيا، و72 من ألمانيا، واثنين مغربيين كتبت عنهما “العربية.نت” بتقرير أمس. أما البقية فمن الأرجنتين وأستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكولومبيا والدنمارك وإسرائيل وهولندا واليابان والمكسيك والولايات المتحدة.