انطلقت مغامرة أسرة مغربية، مكونة من خمسة أفراد، بمغادرة مدينة الدار البيضاء قبل أيام قليلة، في رحلة تحمل اسم “بلانيت خميسة”، أي “كوكب خمسة”، ستجوب من خلالها قارات العالم في خمس سنوات، حيث من المرتقب أن تنتهي رحلة أفراد هذه العائلة سنة 2018.
وانطلقت رحلة أسرة العثماني حول العالم من الدار البيضاء في اتجاه مدينة طنجة، ثم بعض البلدان الأوروبية قبل التوجه إلى أميركا اللاتينية، حيث ستزور العائلة عددا من البلدان منها أوروغواي والأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وكولومبيا، وبعدها تتوجه إلى القارة الآسيوية، ثم أستراليا، لتحط الرحال في القارة الإفريقية، والعودة إلى المغرب.
وتتكون الأسرة الصغيرة من الأب أنوار العثماني، 49 عاما، وهو صاحب فكرة تنفيذ هذه الرحلة المثيرة، والأم مليكة ديوري، 42 عاما، المكلفة بكل ما يتعلق بتنظيم الرحلة، ثم الأطفال الصغار: ميساء 9 سنوات، ومهدي 8 سنوات، ومايا 7 سنوات.
على خطى ابن بطوطة
وقالت السيدة مليكة ديوري، المُكلفة بتنظيم رحلة عائلتها حول العالم، في تصريحات لـ”العربية نت”، إن اختيار اسم الرحلة “بلانيت خميسة” يعود إلى وجود الرقم 5 في تفاصيل رحلة أسرتها حول العالم، بدءا من عدد أفراد عائلتها، وعدد القارات الخمس، ومدة الرحلة التي ستدوم 5 سنوات، علاوة على السيارة السياحية التي تقلهم وتزن خمسة أطنان.
وحول سؤال يتعلق باختيار شعار “خْميسة”، ويمثل كف اليد، أفادت مليكة بأن “خميسة” شعار يرمز إلى التقاليد المغربية الضاربة في عمق التاريخ”، مبرزة بأن “الرحلة محاولة بسيطة لإيصال القيم المحلية إلى شتى البلدان التي تنوي عائلة العثماني زيارتها خلال خمس سنوات”.
وتابعت المتحدثة بأن التخطيط للرحلة ليس وليد اللحظة، بل كان ثمرة شهور وسنوات من التفكير والتأمل، والاتصالات والمبادرات، حتى لا يُترك أي شيء للصدفة خلال هذه الرحلة الفريدة من نوعها، مضيفة بأن رحلة “بلانيت خمسة” حظيت بتعاطف الكثيرين لجاذبية الفكرة وجرأة التطبيق.
واستطردت بأن المغاربة عُرفوا بحبهم للسفر والرحلات وتقاسم اللحظات والتجارب الإيجابية مع الآخرين، مشيرة إلى أن أسرتها تفكر السير على خطى الرحالة المغربي العظيم ابن بطوطة، ولو بطريقة عصرية ومختلفة تتيح التعرف على عادات وحضارات العالم.
مشاكل وحلول
واعترضت رحلة أسرة العثماني حول 80 بلدا في القارات الخمس للعالم بعض المشاكل التي وجدوا لها حلولا تمكن أفراد العائلة من إكمال رحلتهم وفق التواريخ والأمكنة المحددة سلفا في برنامج رحلة “بلانيت خمسة”، ومنها مشكلة دراسة الأطفال وتمويل الرحلة.
وبالنسبة لتعليم الأطفال الثلاثة الذين كانوا يتابعون دراستهم في المدرسة الإسبانية بالدار البيضاء، فإن وزارة التعليم الإسبانية وافقت على إمكانية دراسة هؤلاء الأطفال عبر الإنترنت، من خلال إحدى المنظمات التربوية والتعليمية المختصة، فضلا عن مساعدة الأم والأب اللذين يتقنان الحديث بلغات عديدة.
وتعترف وزارة التعليم الإسبانية بالدراسة عبر الشبكة العنكبوتية، حيث يمكن للأبناء الثلاثة اجتياز الامتحانات الفصلية كل ثلاثة أشهر في القنصليات، أو المدارس الإسبانية داخل البلدان التي ستزورها رحلة “بلانيت خمسة”.
ويعتمد تمويل رحلة “بلانيت خمسة” على المساهمة المالية الذاتية لرب الأسرة وصاحب الفكرة، أنوار العثماني، الذي سبق له الاشتغال في القطاع الخاص وفي مجال البنوك، حيث استثمر جزءا من مدخراته المالية لتمويل مشروع رحلة أسرته حول العالم.