كشف الدكتور فيليب سالم، رئيس مركز “سالم للسرطان” في هيوستن الأميركية، عن أمل قريب لمرضى السرطان، وعلاج يحقق نسب شفاء تصل إلى 75%، من خلال العلاج المناعي الذي أعتبره سيغير جذرياً مفهوم علاج الأمراض السرطانية.
ووفقاً لـ العربية، أكد سالم أن هذا العلاج يختلف عن المعالجات الأخرى، لأنه بالأساس لا يستهدف الخلية السرطانية، بل يستهدف جهاز المناعة في الجسم فيقوّيه وبذلك يصبح جهاز المناعة قوياً وقادراً على تدمير الخلية السرطانية”.
وأوضح أن أمراضا كثيرة كسرطانات الجلد “melanoma” والرئة والكبد والكلى والمثانة لم تكن قابلة للشفاء بواسطة العلاجات التقليدية، أصبحت اليوم أمراضاً قابلة للمعالجة والشفاء بسبب العلاج المناعي.
وأشار إلى أن هذا العلاج فاعل. وخطوة كبيرة للعلم. خطوة أكبر للإنسانية. إلا أن هذا العلاج وحده قد يكون غير كافٍ. فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن المعالجة بواسطة المزيج من العلاج المناعي والعلاج الكيميائي لسرطان الرئة يعطي نتائج أفضل من المعالجة بواحد من هذين العلاجين.
وبين أشهر أطباء السرطان بأميركا أن ثلث الأمراض السرطانية لها علاقة بالتدخين، خصوصاً إذا كانت نسبة النيكوتين في السجائر مرتفعة جداً، من هنا سبب ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في العالم العربي، لأن نسبة النيكوتين في السجائر مرتفعة مقارنة بدول أخرى”.
وأضاف أن الثلث الآخر فيحدث جرّاء الالتهابات المتكرّرة وإهمال مداواتها بالمضادات الحيوية. من أهم الأمثلة على ذلك، سرطان الكبد الذي يأتي نتيجة التهاب الكبد المتكرر .
ونصح الطبيب بتجنّب الوجبات السريعة Fast Food لأنها تؤدي إلى زيادة الوزن الذي يرفع من معدلات الإصابة بالسرطان، مشددا على أهمية ممارسة الرياضة في شكل دوري والتخفيف من كميات الأكل.
ولفت إلى “أهمية تناول الأكل المعدّ في المنزل، والتخفيف من كميات الملح والسكر في الطعام والتركيز على الفواكه والخضار كمضاد حيوي للإصابة بالسرطان”.
وذكر أن لبنان يحتلّ المرتبة الأولى بين دول غرب آسيا في عدد الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، بحسب تقرير صدر حديثاً عن منظمة الصحة العالمية. ولفت التقرير إلى أن هناك 242 مصاباً بالسرطان بين كل 100 ألف لبناني، فيما سُجلت أكثر من 17 ألف إصابة جديدة في 2018، ونحو تسعة آلاف وفاة بالمرض.
واعتبر “أن هذه الأرقام نتيجة طبيعية لارتفاع معدلات التلوث على أنواعه في لبنان والذي زاد مع أزمة النفايات المستمرة في لبنان”.
وأشار إلى “أن أزمة النفايات تعود جذورها إلى سنوات عدة، لذلك فإن آثارها السلبية تظهر الآن مع انتشار مرض السرطان بشكل “كبير” بين اللبنانيين”.
يذكر أن الدكتور سالم ابن بلدة الكورة، شمال لبنان، حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من كلية الطب التابعة للجامعة الأميركية في بيروت في عام 1965 قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة بسبب الظروف الأمنية التي عاشها لبنان. وسُجّلت له اكتشافات علمية وأبحاث طليعية واختراعات أدوية في بيروت وهيوستن في ولاية تكساس منذ العام 1987.
وهو يرأس حالياً “سالم أونكولوجي سنتر” (مركز سالم للأورام) في هيوستن في ولاية تكساس الأميركية، في حين يشغل منصب المدير الفخري للأبحاث حول السرطان في مستشفى بايلور/ سانت لوك في هيوستن.