عديدة هي الفضائح الجنسية في التاريخ السياسي، إلا أن أشهرها تلك التي كادت تطيح بأهم رئيس في العالم. فمن لا يذكر فضيحة الرئيس بيل كلينتون مع متدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي حيث تعرض كلينتون للمساءلة والمحاسبة من قبل الكونغرس واستدعي لجلسة استجواب قللت من مكانته واحترام مركزه كرئيس للولايات المتحدة.
فقد لاحق الإعلام الأميركي الرئيس ونبش في ماضيه وفي علاقاته النسائية السابقة مع بولا جونز وجنيفر فلور. واضطر كلينتون في شهادته أمام الكونغرس إلى الحديث بشكل جريء وصريح عن علاقته بلوينسكي وتم التدقيق في هذه العلاقة بشكل يخدش الحياء، ما سبب إحراجاً شديداً لعائلته و خصوصا زوجته هيلاري التي وقفت إلى جانبه وساندته بقوة، وسط اتهام البعض لها بأنها كانت تخطط لمستقبل سياسي آنذاك، ولهذا طلب الطلاق لم يكن وارداً.
لكن كلينتون نجا في النهاية ولم يضطر إلى الاستقالة، بينما لاحقت الصحافة مونيكا لوينسكي، قالبة حياتها رأسا على عقب ما أثر عليها بشكل سلبي تحدثت عنه لاحقاً في كتاب مطول عن هذه العلاق.
فضيحة الجنرال المخضرم
أما في المرتبة الثانية فتأتي فضيحة الجنرال المخضرم ديفيد باتريوس، التي يقال إنها حرمته من أن يكون مرشحا للرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري. فقد ربطت باتريوس علاقة مع صحافية كانت تكتب كتاباً عن سيرته الذاتية كجنرال بأربع نجوم تخرج من كلية ويست بوينت الشهيرة واعتلى مناصب رفيعة في المؤسسة العسكرية منها دوره المفصلي في حرب العراق ومن ثم تربعه على عرش المؤسسة الاستخباراتية الأولى في العالم وهي وكالة الاستخبارات المركزية الـ”سي أي إيه”. وقد استغرب البعض بأن رجلاً بمكانة الجنرال باتريوس يمكن أن يرتكب أخطاء توضع في خانة المراهقين، حيث كان يرسل لها رسائل خاصة من حساب بريد الوكالة الرسمي دون الأخذ بالاعتبار المخاطر الأمنية، ومنها إمكانية تجنيد الصحافية من قبل دولة عدوة، وهو أمر يعرّضه للابتزاز ويعرض أمن الولايات المتحدة للخطر.
إلا أن باتريوس لم ينج في النهاية من الفضيحة واستقال، كما تعرض أيضا للملاحقة القضائية ودفع غرامة بمقدار100 ألف دولار لتفادي السجن.
وبعدها اختفى عن الحياة العسكرية والسياسية بعد أن كان من أهم نجومها.
ليلة حمراء على مقربة من البيت الأبيض
أما حاكم ولاية نيويورك السابق اليوت سيبتسر فقد قضى ليلة حمراء مع بائعة هوى في فندق على مقربة من البيت الأبيض. وسارعت الصحف الأميركية إلى كشف تفاصيل مغامراته مع بائعه الهوى والإذلال الذي تسبب به لعائلته بعدما ظهرت زوجته إلى جانبه في مؤتمر صحفي وهو يعتذر ويطلب المغفرة، لكنه اضطر إلى الاستقالة وفقدان منصبه كحاكم وربما من المفارقة أن سيبتسر كان قد شغل منصب المدعي العام وأنه معروف بسمعته الجيدة وشخصيته القوية في تنظيف وول ستريت والمؤسسات المالية من التلاعب والجشع في اقتناء المال وتكريس الشفافية والحكم الرشيد.
عاشق مولع بامرأة أرجنتينية
أما حاكم ولاية كارولينا الجنوبية مارك سانفورد فقد اختفى عن الأنظار لـ 6 أيام، قال فيها لعائلته إنه فقد في الجبال ليتم الكشف لاحقاً بأن مارك كان عاشقاً مولعاً بامرأة أرجنتينية، وأنه ترك البلاد وذهب إلى بوينس أيرس للقائها لأنه لم يحتمل فراقها. ولفق بالتالي خبر ضياعه في الجبال وفقدانه الاتصال بمكتبه. لكن المشكلة أنه كان متزوجاً ولديه 4 أولاد، لذا لم تستطع زوجته تحمل الفضيحة فقامت بطلب الطلاق وكتبت كتاباً عن خيانته، كما اضطر هو للاستقالة كرئيس لرابطة الحكام الجمهوريين.
وضبط أيضا السناتور الجمهوري ديفيد فيتر من ولاية لويزيانا بعد أن تم الكشف أنه كان من زبائن ما سمي بمدام واشنطن وهي سيدة كانت تقدم خدمات تدليك وغيرها، ليتبين لاحقاً أنها تدير مكاناً للدعارة، بعدئذ اضطر هو الآخر للاستقالة. ومن المفارقة أنه كان يقدم نفسه على أنه رجل محافظ يحترم العلاقات الأسرية، وكان من أشد المطالبين باستقالة بيل كلينتون بعد فضيحة مونيكا لوينسكي.
لمجلس النواب حصة أيضاً
إلى ذلك، اضطر نيوت جنجرتش إلى تقديم استقالته كمتحدث باسم مجلس النواب بعد اعترافه بإقامة علاقة غير شرعية مع متدربة، أثناء ارتباطه بزوجته الثانية وبينما كان يقود الحملة ضد الرئيس كلينتون.
كذلك، استقال انتوني وينر من منصبه كعضو في مجلس النواب في الكونغرس بعد الكشف أنه أرسل رسائل ذات طبيعة جنسية عبر تويتر إلى عدد من النساء، وجاء هذا بعد زواجه بقليل، لكنه استمر في إرسال الرسائل إلى أن قررت زوجته طلب الطلاق منه الأسبوع الماضي علما أنه كان متزوجا من هما عابدين أقرب مساعدي المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
السناتور جون ادروار المرشح الديمقراطي السابق الذي ظهرت علاقته مع مديرة حملته الانتخابية بينما كانت زوجته تعاني من مرض السرطان، وأثمرت علاقته مع عشيقته عن إنجاب طفلة ما أثر على حظوظه في الترشح للرئاسة باسم الحزب الديمقراطي عام 2004.
اغلب الرؤساء العرب لهم من هذا القبيل ولكن يدفون الكثير من اموال الشعب ليسترو انفُسهُم