يحتاج القطاع الزراعي في أفريقيا جنوب الصحراء إلى حصد ثمار التكنولوجيا الحيوية بهدف تحقيق تنمية مستدامة، وفقا لدراسة بحثية جديدة.
وأوضح القائمون على الدراسة أن جهات التمويل التجارية كانت تتجاهل في الغالب هذه المحاصيل لأن سوقها محدود.
ولم تتمكن أفريقيا من الاستفادة من الثورة الخضراء السابقة التي عززت من إنتاج الأغذية في العديد من الدول الآسيوية ودول أمريكا اللاتينية.
وقال التقرير الذي نشرته مؤسسة “تشاتام هاوس” البحثية بعنوان “تجربة: المحاصيل المعدلة وراثيا في أفريقيا” إن “تزايد الإنتاجية الزراعية وتعديل النشاط الزراعي ليتكيف مع التغير المناخي يمثل عنصرا مركزيا لآفاق التنمية في افريقيا”.
وأضاف ، وأنه “في بعض الحالات فإن التكنولوجيا الحيوية وخاصة التعديل الوراثي تمنح مزايا في مقابل التوجهات التقليدية لتربية النباتات”.
لكن القارة الأفريقية واجهت خطر عدم الاستفادة من الابتكارات التي وفرتها الثورة الخضراء في القرن الحادي والعشرين، تماما كما حدث في القرن السابق.
وقال روب بايلي مدير أبحاث الطاقة والبيئة والموارد لدى تشاتام هاوس وأحد المشرفين على الدارسة إنه “إذا نظرت إلى ما حدث في أمريكا اللاتينية وآسيا في النصف الثاني من القرن العشرين بالنسبة للثورة الخضراء، فقد كانت هناك سلسلة من التكنولوجيات وأصناف هجين جديدة عالية الإنتاجية للقمح والأرز والذرة ومنصات الري الجديدة”.
وأضاف بأن هذا كان بمثابة “طفرة للنمو في مجال التنمية” لأنها حققت زيادة كبيرة في المحاصيل والإنتاجية الزراعية سمحت بتراجع أسعار الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي وتنوع في النشاط الاقتصادي في قطاعات عديدة”.
لكنه نبه إلى “أننا الآن نواجه موقفا تحتاج أفريقيا فيه إلى طفرة في النمو في قطاعها الزراعي، لأنه بشكل رئيس القطاع الذي يعمل فيه الأشخاص الأكثر فقرا، ويمثل هذا القطاع حصة كبيرة من إجمالي الناتج المحلي في أفريقيا”.
وتابع “لكننا في سباق مع الزمن لأن التغير المناخي يكتسب زخما لأن التوقعات تشير إلى أن ذلك سيكون له تأثير عميق جدا على الإنتاجية الزراعية”.
وقال لبي بي سي إن “التحدي الأساسي الذي تواجهه الزراعة في أفريقيا هو أن قدرا كبيرا من الأمن الغذائي وسبل العيش للناس يعتمد على هذه المحاصيل التي يطلق عليها المحاصيل اليتيمية مثل الكسافا والسرغوم، والتي ليس لها سوق تجارية كبيرة كما هو الحال في الذرة أو القمح، ولذا فإنها ليست جذابة لباحثين كبار في القطاع الخاص”.
ورأى أنه لهذا السبب فإن “أول شيء يجب على أفريقيا فعله جذب وتوفير أموال من القطاع العام توجه للأبحاث في هذه الأنواع من التكنولوجيا”.
وقال إن “التكنولوجيا الحيوية يمكن أن تكون مفيدة هناك (في أفريقيا) لأنه تمنح مربي النباتات الفرصة لاستحداث جينات أو خصائص مختلفة عن جينات هذه الأنواع”.
لكنه استطرد بأن هناك مصاعب في تنفيذ هذا الأمر لأن العديد من حكومات الدول الأفريقية جنوب الصحراء لديهم موارد محدودة وقدرات علمية محدودة، وهناك مخاطر تنطوي على مجرد تبني نماذج طورت لمحاصيل الأغذية الغربية.
وقال إن “المشكلة في هذه الأنواع من النماذج هي أنها لا تعالج احتياجات المزارعين”، وأنه يجب على الحكومات فهم احتياجات المزارعين وإشراكهم في العملية التكنولوجية حتى يتمكنوا على الأرجح من استخدام هذه النماذج وتبنيها حينما تصبح جاهزة.