في احتفال غريب ومرعب، يقوم مواطنو دولة بوليفيا بتكريم موتاهم من خلال إحضار جماجمهم من القبور في يوم 8 نوفمبر من كل عام، وتزيين الجماجم بالورود ووضع السجائر فيها.
وتمنح الحكومة البوليفية مواطنيها عطلة غير عادية في هذا اليوم المسمى بيوم “نياتيتاس” أي الأنوف الصغيرة الفطساء في إشارة إلى غياب الأنوف من رؤوس الموتى، ويحمل كل شخص أحد جماجم أقاربه المتوفين بعد تزيينها.
ويؤدي آلاف البوليفيين سنوياً، تلك الطقوس، بإخراج جماجم بشرية من منازلهم كانوا قد احتفظوا بها، ما من شأنه أن يجلب الحظ لهم – وفق معتقداتهم – ويتنقلون بها من المقبرة إلى الكنيسة ويزينونها بالأوشحة والنظارات الشمسية وتيجان الأزهار وورق الكوكا، ويعرضونها في الشوارع، وتعد الطقوس نسخة أكثر غرابة وأكثر وثنية ربما من يوم الأموات، الذي يحتفل به المكسيكيون في الأول من نوفمبر.
ووفقاً للتقاليد الشعبية في جبال الإنديز، توفر الجماجم الحماية للعائلات والتجار وتجلب لهم الصحة، شريطة أن يدللوها ويتكلموا معها ويقدموا إليها الأزهار والأكل والشرب وحتى السجائر.
وترجع هذه العادة إلى ما قبل كريستوفر كولومبوس، فقبل وصول الإسبان “1492”، كانت العائلات الهندية تخرج بانتظام بقايا الأموات كي تتمكن الأرواح من الاتصال بالأجسام والعائلات.
ورغم أن الكنيسة الكاثوليكية حظرت تلك الطقوس، فقد استمر السكان الأصليون في تأديتها مكتفين بإخراج الجماجم سراً.
وتحمل كل جمجمة اسماً خاصاً بها وغالباً ما تعود إلى فرد من العائلة أو أحد الأقارب ولكن قد يكون مصدرها أحياناً مجهولاً.
وبما أن الكنيسة ترفض هذه الممارسة من دون أن تشجبها صراحة، طلب المؤتمر الأسقفي من رجال الدين قبل سنتين الامتناع عن تنظيم قداديس لهذه الجماجم.
ونظراً إلى الحشود وعدد الجماجم التي تستقبلها المقبرة العامة في لاباز في الثامن من نوفمبر من كل سنة، يبقى المؤتمر الأسقفي عاجزاً عن وقف هذه الطقوس المترسخة بقوة، والتي غالباً ما تقدم خلالها “قرابين” من السوائل إلى الجماجم في وقت متأخر من الليل.
أصلاً لو جماجمهم دى إتكلمت هتقولكم : توبوا إلى الله قبل فوات الاوان !