عندما يطبخ سايمون ولاين هيون وجبة العشاء في شقتهما الصغيرة بالعاصمة الأميركية فليس هناك مقادير يحتاجان لقياسها، وهما على يقين بأنـهما لم يهملا شراء أي من المحتويات، فكل ما يحتاجانـه – حتى من اللحوم – يأتي في صندوق مبرد يرسل بريديا مع تعليمات مفصلة للطبخ.
سايمون ولاين يشتركان في خدمة “الوجبة في صندوق” لشركة “بلو آبرون”، أو المريول الأزرق، و هي شركة تأسست قبل 3 سنوات. وتبيع الشركة حاليا أكثر من 5 ملايين وجبة في الشهر يقوم الناس بطهوها في بيوتهم.
لاين هيون، وهي موظفة، تقول: “أنا لا أحب الذهاب الى السوبر ماركت وهذه الخدمة تعفيني من ذلك وتوفر كل ما أحتاجه”.
زوجها سايمون يضيف: “نحن نحصل على الإيجابيات بدون أي سلبيات: فهناك فوائد تحضير الوجبة في البيت ورعاية عائلتك وتناول الطعام الصحي، ولكن بدون صعوبة التخطيط للوجبات أو غلبة الذهاب الى السوبر ماركت”.
لاين وسايمون يمثلان توجها جديدا في الولايات المتحدة، حيث تشهد البلاد فترة اهتمام متجدد بالطعام المغذي والخضروات المزروعة محليا والوجبات المطبوخه في البيت. وتتم حاليا إعادة إحياء مهارات الطبخ. لكن كل هذا يأتي في وقت تطول فيه ساعات العمل للرجال والنساء سويا.
شعبية الوجبات في صندوق، والتي قدر مستوى نموها بين 3 مليارات الى 5 مليارات دولار خلال العقد المقبل، توفر إحدى الحلول. وهناك مجموعة من الشركات المحلية والوطنية التي توفر هذه الخدمة.
رايان هانسون هو مؤسس ومدير شركة “سكراتش دي سي” التي توفـر خدمة “الوجبة في صندوق” محليا في العاصمة.
وخلال جولة في مطبخ شركته ترى العاملين يضعون علبا صغيرة من البصل المفروم بالبهارات في صناديق كرتون صغيرة. فإحدى إيجابيات الخدمة هي عدم اضطرار المستهلكين إلى تخزين كميات كبيرة من البهارات أو حتى الزيت والملح في خزائن مطابخهم الصغيرة. فكل شيء حتى ملعقة الملح والفلفل توضع في علب صغيرة جاهزة للاستخدام.
يقول هانسون: “الدافع بالنسبة لي كان تأسيس خدمة عملية تجمع المتناقضات: فلم يعد هناك وقت لديهم وقت للطبخ ولكن بنفس الوقت توجد صحوة غذائية في الولايات المتحدة”.
رايان وزوجتـه ليزا طوّرا فكرة ووصفات سكراتش في مطبخ شقتهما (الصغيرة أيضا!) في واشنطن. الهدف بداية كان إزالة التوتّر الناتج عن تحضير الطعام سويا. وجبة اليوم التي تعدها ليزا هي سمك السالمون مع الخضار. وخلال 20 دقيقة، وباستخدام مقلاة وصينية، كانت الوجبة جاهزة.
تقول ليزا: “سابقا إن كنا نريد تحضير وجبة سمك فعلينا الذهاب الى السوبر ماركت بعد انتهاء يوم العمل و شراء المحتويات، ومن ثم تحضير الطعام. بهذا يكون الوقت قد داهمنا والساعة بلغت العاشرة ليلا”.
وتضيف: “ناهيك عن كمية المحتويات التي سيتم هدرها لأن الشخص بحاجة الى شراء علبة كاملة من محتوى معين لا يحتاج منه إلا كمية صغيرة”.
ويتم انتقاد الوجبات في صندوق لسببين: الأول مواد التغليف والتبريد التي تزيد من كمية القمامة. بالإضافة إلى تلويث البيئة الناتج عن شحن صناديق الطعام بالطائرة عبر مئات وآلاف الأميال. والشركات بدأت تعالج المسألة باستخدام مواد تغليف قابلة لإعادة التصنيع.
التحدي الآخر هو الثمن: فتكلـفة “الوجبة في صندوق” أغلى ثمنا من شراء المقادير وصنع الطعام في البيت، لكنها أرخص ثمنا من تناول الطعام خارج المنزل.